يحتفل المسيحيون هذه الأيام بذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام، والمؤكد أن عيسى عليه السلام ولد فى بيت لحم بفلسطين، لكن فى عهد من من الحكام ولد؟
يقول إنجيل "متى" إن المسيح عليه السلام ولد "فى مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى عَهْدِ الْمَلِكِ هِيرُودُسَ" الذى حكم من 37 قبل الميلاد إلى 4 قبل الميلاد، لذلك قد يكون المسيح عليه السلام قد ولد ما بين 6-4 قبل الميلاد.
ويقول إنجيل "لوقا" إن المسيح عليه السلام و لد فى عهد إحصاء السكان الذى كان فيه كيرينيوس واليا على سوريا "وفى تلك الأيام صدر أمر من أغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة"، و قد حصل هذا الإحصاء ما بين سنة 6-7 بعد الميلاد حسب بعض الوثائق التاريخية، أى بعد مضى عشر سنوات على موت هيرودوس- ومنها ما ذكره المؤرخ اليهودى يوسيفوس حول هذا الاحصاء وتولى كيرينيوس للولاية.
وهيرودس الأول أو هيرودس الكبير، ولد حوالى سنة 74 أو 73 قبل الميلاد، ومات سنة 4 قبل الميلاد، كان والياً على اليهودية، وهو السبب فى قتل الأطفال الأبرياء المذكورة فى إنجيل متى، وكان قد أعلن الأدوميين أنهم أصبحوا يهود تحت التهديد قبل هيرودس بسنوات عديدة، ومنهم هيرودس بالتبعية حيث كان من نسلهم.
مات هيرودس بعد 37 سنة من كونه أصبح ملكاً عن طريق الرومان، وبعد 34 سنة من موت أنتيجونوس Antigonus، وهذا يوضح أنه مات حوالى سنة 4 قبل الميلاد (عن عمر يناهز 70 عاماً). حيث تملَّك أبناءه الثلاثة فى نفس ذلك العام وقُسِّمَت مملكته بينهم هيرودس أرخيلاوس على اليهود، هيرودس أنتيباس Herod Antipas على الجليل، هيرودس فيلبس الثانى على باتانيا.
أما كيرينيوس فكان رومانياً، وأصبح والياً على سوريا عام 6-11 م، ويرّجح أيضاً أنه حكمها كوالٍ أو قائد عسكرى من سنة 3-2 ق.م تقريباً، وهذا ثابت من اللوحة اللاتينية التى وجدت مشوهة فى تيفولى قرب روما التى أصلحها علماء آثار فأظهرت كتابتها أن كيرينيوس كان والياً على سوريا فى التاريخ المذكور.
وفى مدة هذه الولاية الأولى جرى الاكتتاب الأول (لو 2: 2). الذى ألزم يوسف ومريم بالحضور إلى بيت لحم.
وفى زمن أرخيلاس (وهو ابن هيرودس الذى أصبح ملك اليهود بعد هيرودس الكبير أبوه، وفى وقته عادت العائلة المقدسة من مصر إلى الناصرة، وقد تملَّك أرخيلاوس حوالى سنة 4 قبل الميلاد حتى سنة 6 بعد الميلاد.
وفى الإنجيل أمر الملاك يوسف بالذهاب إلى مصر لأن هيرودس كان مزمعاً أن يقتل الصبى، وخلال فترة وجود العائلة المقدسة فى أرض مصر، مات هيرودس بعد مرضه، وملك ابنه أرخيلاوس عوضاً عنه حسب وصية أبيه. وخلال فترة حكمه، عادت العائلة المقدسة إلى الناصرة.