تمراليوم الذكرى الـ107، على تدشين سد أسوان في مصر، وهوأول سد يبنى بهذا الحجم وأكبرسد مشيد في العالم آنذاك، وذلك فى 23 ديسمبر 1912.
وربما لم تكن فكرة بناء سد أسوان وليدة تلك الأوقات، فبحسب كتاب " الفاطميون (تاريخهم وآثارهم في مصر)" إعداد ميرة الشيخ رضا فرحات، فإن توقف النيل عن الزيادة فى عهد الحاكم بأمر الله الفاطمى، سبب القحط والغلاء والمجاعات، وقيل له أن هذا التوقف من فعل أهل الحبشة الذين غيروا مجرى النيل، وعندها أمر الحاكم بطريرك الأقباط أن يتوجه إلى الحبشة ليعرض على النجاشى ما وقع على مصر من ضرر، فما كان من الأخير إلا أن أمر بفتح سد عندهم يجرى منه ماء النيل إلى مصر، وذلك إكراما لمسعى البطريرك، فزاد النيل فى تلك السنة زيادة قوية حتى أوفى.
لكن ظاهرة انخفاض ماء النيل ظلت تستحوذ على اهتمام الحاكم، حتى سمع عن أبى على ابن الهيثم الذى نبغ فى الهندسة، وأنه قال: "لو كنت فى مصر لعملت فى نيلها عملا يحصل به النفع فى كل حالة من حالاته من زيادة ونقص"، فارسل الحاكم فى طلبه من العراق، وأكرم وفادنه وسيرمعه جماعة من الصناع فى طول الإقليم المصرى حتى وصل إلى أسوان، لكن ابن الهيثم سرعان ما اعتذرعن عجزه عن القيام بشىء، بسبب طبيعة أرض أسوان الجرانيتية.
ويوضح كتاب "موسوعة المشاهير" للكاتب مجدى سيد عبد العزيز، تظاهر الحاكم بقبول عذر ابن الهيثم، وولاه منصبا من مناصب الدولة، ولكن ابن الهيثم كان كارها لهذا المنصب، وكان بطبعه كارها للمناصب ففكر فى حيلة للتخلص منها دون أن يجلب عليه غضب الحاكم وهى إدعاء الجنون.