الملكة زنوبيا، واحدة من الملكات الشهيرات فى العالم القديم، كانت ملكة للمستعمرة الرومانية "تدمر "منذ عام 267م وحتى عام 272م، لكن الكتب العربية اختلفت فى اسمها وكذلك فى أصولها.
وعرض لها ابن خلدون فى مقدمته الشهيرة إلى أن "الزباء بنت عمرو" اسمها "نائلة" عند الطبرى، و "ميسون" عند ابن دريد، ويقال إن "الزباء" الملكة كانت من ذرية السميدع بن هوثر من بنى قطور أهل مكة، وهو السميدع بن مرثد ابن لاى بن قطور بن كركى بن عملاق، وهى بنت عمرو بن أدينة بن الظرب بن حسان.
وفى حديث الإخباريين العرب، فإن حكاية "الزباء" نفسها فى السياق العام وإن تغيرت الأسماء وطريقة سرد القصة؛ فالطبرى -على سبيل المثال- يشير فى مصنفه إلى أن "الزباء" وجيشها من "بقايا العماليق والعاربة الأولى" وفى شرحهِ يتناول ثمود وعاد وإرم السواد (العراق) وإرم الشام، مُكملاً الحكاية نفسها المعروفة حول الزباء ورغبتها فى الانتقام لمقتل أبيها من "جذيمة الأبرش"، فيما تنصحها أختها "زينب" بالخديعة كى لا تخسر ملكها فى الحرب، ثم تكون الواقعة بمقتل الأبرش وحيلة «قصير» وانتحار الزباء قائلةً "بيدى لا بيد عمرو" وذهبت مثلاً.
ويكرر المسعودى فى مصنفه «مروج الذهب»، تفاصيل القصة نفسها مع تشكيكهِ في قومية "الزباء" فيقول "الزباء ابنة عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة السميدع بن هوبر" ملكة الشام والجزيرة من أهل بيت عاملة من العماليق كانوا فى سليح، وقال بعضهم بل كانت رومية.