تمر اليوم الذكرى الـ172، على استسلام الأمير عبد القادر الجزائري للفرنسيين، رمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسى، ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، إذ تم اعتقاله بعد تضييق الخناق عليه فى 23 ديسمبر من عام 1847.
وبحسب كتاب "تحفة الزائر فى مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر" فإن قيام فرنسا بتحييد المغرب ومن ثم وقف مساعداته للمجاهدين الجزائريين دور كبير فى أضعاف قوات الأمير عبد القادر، الأمر الذى حد من حركة قواته، ورجح كفة القوات الفرنسية، فملا نفد ما لدى الأمير من إمكانيات لم يبق أمامه سوى الاستسلام حقنا لدماء من تبقى من المجاهدين والأهالى، وتجنيبا لهم من بطش الفرنسيين وفى ديسمبر عام 1847م، اقتيد عبد القادر إلى أحد السجون بفرنسا.
ووفقا للدراسة سالفة الذكر ظل الأمير عبد القادر فى سجون فرنسا يعانى من الإهانة والتضيق حتى عام 1852 حتى استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة لقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودعى الأمير لكى يتخذ فرنسا وطنا ثانيا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية.
توقف الأمير فى اسطنبول، حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الاجنبية، ثم استقر به المقام منذ عام 1856، وظل فيها حتى توفى فى 23 مايو عام 1883، عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربى بالصالحية بدمشق لوصية تركها، وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965، ودفن فى مقبرة العليا وهى المقبرة التى لا يدفن فيها إلا رؤساء البلاد.