إذا كنت من سكان حى شبرا ووسط القاهرة، فأنت بالتأكيد تعرف موقف أحمد حلمى، الذى ينقل ركاب العاصمة إلى المحافظات المختلفة، لكن ربما لا تعرف من هو أحمد حلمى الذى سميت تلك المنطقة باسمه، ومن الشخص الذى يحظى بذلك الاهتمام لتصبح المنطقة التى تحمل اسمه منطقة مركزية مهمة، وما هى علاقته بالشاعر الكبير صلاح جاهين والتى تحل اليوم ذكره ميلاده الـ89.
و"أحمد حلمي" كاتب صحفى، ولد عام 1875، اتجه إلى عالم الصحافة بعد أن ترك عمله فى وزارة المالية وبدأ مراسلة جريدة السلام التى صدرت فى الإسكندرية مايو 1898، وفى 2 يناير عام 1900، أصدر الزعيم مصطفى كامل، جريدة اللواء، لينضم حلمى لهيئة تحريرها، ويعمل بها محرراً وشاعرا وأديبا، ثم رئيسا للتحرير، ويسافر بنفسه عام 1906 لتغطية أحداث مذبحة دنشواى لينقل الصورة البشاعة للمجزرة الإنجليزية هناك، وليكتب مقالا يعتمد عليه مصطفى كامل بشكل واضح فى مساعيه لعزل اللورد كرومر، وبعدها بدأ حملة أخرى لرفض التفرقة بين المصريين على حسب الدين والتى حاول الإنجليز زرعها.
ويوضح كتاب "الشاطر مرسى" للكاتب مصطفى فتحى، أن "حلمى" كان صاحب أول حكم تصدره المحاكم المصرية ضد حرية الرأى والتعبير، وكان ذلك فى شهر أبريل عام 1909م، حيث صدر حكم ضد صحفى مصرى بتهمة "إهانة الذات الخديوية"، أصدرته محكمة السيدة زينب الجزئية، وكان نصيب الكاتب الصحفى الكبير أحمد حلمى – وهو جد الشاعر الكبير صلاح جاهين- بالسجن عشرة شهور، وبتعطيل جريدته "القطر المصرى" مدة ستة أشهر، وبإعدام كل ما ضبط ويضبط من العدد 37 من الصحيفة.
