تمر اليوم ذكرى رحيل الأشرف صلاح الدين خليل، ثامن سلاطين الدولة المملوكية البحرية، وذلك فى 31 من شهر ديسمبر من عام 1293، وهو خليل بن قلاوون ابن السلطان الملك المنصور قلاوون الصالحى، جلس على تخت الملك فى ذى القعدة بعد موت والده، واستفتح الملك بالجهاد.
كيف نشأ السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون؟
نشأ السلطان خليل قلاوون فى مصر فى وقت كان الاحتلال الصليبى يخيم على كثير من بلاد المسلمين، وما زال الناس يتنفسون ريح النصر وتحرير بيت المقدس والقضاء على الحملة الصليبية التى استهدفت مصر والقدس فى عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب، وفى العهد القريب كانت معركة عين جالوت، والتى قضى فيها المماليك على جيش التتار، وكان والده الملك المنصور قلاوون مجاهدًا للصليبيين، فنشأ على الجهاد.
ما أهم معار السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون؟
منذ توليه السلطة من أول يوم استفتح عمله بالجهاد حتى أنهى على الوجود الصليبى فى الشام، حيث أمر السلطان الأشرف خليل قلاوون بتجهيز آلات الحصار لعكا، ونودى فى دمشق الغزاة فى سبيل الله إلى عكا، وقد كان أهل عكا فى هذا الحين عدوًا على من عندهم من تجار المسلمين، فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأبرزت المناجيق إلى ناحية الجسورة، وخرجت العامة والمتطوعة يجرون فى العجل، حتى الفقهاء والمدرسون والصلحاء، وخرجت العساكر بين يدى نائب الشام، وخرج هو فى آخرهم، ولحقه صاحب حماه الملك المظفر وخرج الناس من كل صوب، واتصل بهم عسكر طرابلس، وركب الأشرف من الديار المصرية بعساكره قاصدًا عكا، فتوافت الجيوش هنالك، ونصبت عليها المناجيق من كل ناحية يمكن نصبها عليها، واجتهدوا غاية الاجتهاد فى محاربتها والتضييق على أهلها، واجتمع الناس بالجوامع لقراءة صحيح البخارى.
كيف توفى السلطان الأشرف صلاح الدين خليل؟
لقى السلطان الأشرف خليل قلاوون ربه على يد نائبه وأتباعه، فقد خرج إلى الصيد، فلما كان بأرض تروجة بالقرب من الإسكندرية، حمل عليه جماعة من الأمراء الذين اتفقوا على قتله حين انفرد عن جمهور الجيش، فأول من صوبه نائبه بيدرا، وتمم عليه حسام لاجين المنصوري، وذلك فى سنة ثلاث وتسعين وستمائة.