تعيث تركيا فسادا فى البلاد، تحاول أن تحتل أرض ليبيا، ويشجعها البعض متحدثًا عن خلافة إسلامية وغير ذلك من سبل يختبئ تحتها الكثير من المكر الذى الذى تقوده الحركات الإسلامية فى كل مكان، ويبدو أن تاريخ الحركات الإسلامية فى إفساد تركيا قديم جدًا.
ويقول محمد نور الدين فى كتابه "قبة وعمامة: مدخل إلى الحركات الإسلامية فى تركيا" إن الحركات الإسلامية تحتل، اليوم، محورًا مركزيًا فى اهتمامات الرأى العام العربى الإسلامى والدولى، وتشكل عنصر "جذب" العديد من الباحثين والاستراتيجيين المعاصرين.
وفى محاولة لإلقاء الضوء على هذه الحركات يأخذ المؤلف من تركيا نموذجاً عملياً لدراسته، ليتوصل إلى نتيجة مؤداها أن المسألة الدينية عموماً كانت فى أساس تشكل تركيا "الكمالية" لجهة إلغاء الدين من الأنظمة الحقوقية، والسعى لتغييبه عن الوجدان الشعبى للأغلبية الساحقة من المجتمع، وقد استمر الدين (الإسلامى) والموقف منه ومن دورة، "ثابتة" لمحاورة الصراع السياسى والتجاذب الاجتماعى والسجلات الفكرية على امتداد عقود الجمهورية، ولم تكن قضية تبرز أو تختفى، تبعاً للمراحل والأحداث والتطورات، وكان يتم التعبير عنها بأشكال مختلفة وفقاً لظروف كل مرحلة.
والكتاب يلقى الضوء على الحركات الإسلامية فى تركيا بمختلف اتجاهاتها وفى الربع الأخير من القرن العشرين، من خلال وصفها فى سياق تاريخى موجز امتد من العام 1923 إلى العام 1970 تاريخ نشوء أول حركة إسلام سياسى فى تركيا الحديثة، حيث يعرض فيه المؤلف لواقع هذه الحركات، الطرق الدينية التاريخية منها والحديثة، والحركات الراديكالية المعاصرة، مع تخصيص فصل مستقل ومفصل عن حزب الرفاه، وسلفيه النظام الوطنى والسلامة الوطنى، برنامجاً وطروحات ومواقف قادته وصولاً إلى دورة فى الحياة السياسية الاشتراعية والتنفيذية، على امتداد ربع قرن، فضلاً عن التحولات فى الخطاب الإرباكانى بعد ترؤسه الحكومة فى حزيران 1996 ومحاولة فهم هذه الازدواجية، وانتهى المؤلف إلى عرض العوامل التى يرتبط بها مستقبل الحركة الإسلامية فى تركيا.
ومحمد نور الدين أستاذ التاريخ واللغة التركية فى كلية الآداب والعلوم الإنسانية فى الجامعة اللبنانية، وباحث ومختص فى الشؤون التركية. نُشرت له عدة دراسات وكتب سيما فى الشأن التركي، ومنها: تركيا الجمهورية الحائرة و تركيا فى الزمن المتحول، وقبعة وعمامة: مدخل إلى الحركات الإسلامية فى تركيا، وحجاب وحراب: الكمالية وأزمات الهوية فى تركيا، وتركيا: الصيغة والدور.... أدار تحرير مجلة ".