عماد أبو غازى ينشر من أوراق والده.. كورنيش المعادى كورنيش الموت

نشر الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق، مسودات وخطابات ورسائل من أوراق والده بدر الدين أبو غازى وزير الثقافة المصري في الفترة من نوفمبر 1970 إلى مايو 1971، وكانت من بينهم رسالة يرجع تاريخها إلى سنة 1979، حيث إنها إرسالها لصديقه نعمان عاشور بعد وفاة ابنه الأكبر مختار فى حادث عربية على كورنيش المعادى فى يناير عام 79، وذلك عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك". وتنص الرسالة على الآتى: عزيزى الأستاذ نعمان عاشور/ قرأت مقالك الأخير في جولة الفكر، فأثار عندي شجونًا لم تهدأ، وقلب في النفس مواجعًا/ لقد أصبت يا صديقي عندما قلت إن ما يحدث على طريق المعادى هو نوع من القتل مع سبق الإصرار والترصد، وليس مجرد إهمال أو تقصير/ ولقد اعتدنا نحن سكان الأحياء القائمة على امتداد هذا الطريق أن نسميه طريق الموت، وحقًا كم ذهب ضحية هذا الطريق من شباب وشيوخ وأطفال/ منذ شهور قليلة فقدت ابنى الشاب في طريق عودته إلى البيت... راح ضحية هذا الإظلام الدامس الذي تضطرب فيه الرؤى وتغشى الأبصار من أضواء كشافات السيارات المضادة التى يحاول كل منها أن يستعين على الظلام بضوئه الخاص/ راح كما راحت ضحايا هى دليل على امتهان قيمة الإنسان، ونظل نحن نتكلم فيما بيننا بلا حراك، لنواجه مصائد الموت تنصب لنا في هذا الطريق، ولكنك قلتها عالية في عمودك المنير بأضواء فكرك. وتابع عماد أبو غازى في نشر رسالة والده: لقد آن لنا أن نواجه هذه الأمور بشجاعة وإصرار، فإن ما أصاب غيرنا قد يصيبنا إذا استمرت هذه الحال، أزمة صدق وأزمة خلق قبل كل شئ، فلقد تفشت ظاهرة التستر وإخفاء الحقيقة ولو كان ثمنها حياة الناس/ يمر كبير على الطريق ففي لمح البصر تستر عوراته، وترمم مطباته، وتزال قمماته؛ فإذا ما انتهى الموكب عادت الحال إلى أسوأ مما كان/ وفى مثل حوادث هذا الطريق لا ينبه أحد إلى مصدر الخطر وأسبابه... ولقد طالعت فت محضر حادث ابني الذي يثبت أن "الإضاءة في الطريق جيدة" وبذلك قيدت الحادثة عوارض برقم كذا، وضاعت الحقيقة فى أزمة صدق يعانيها مجتمعنا/ لو أن المسئولين في كل مرة أثبتوا انقطاع الإضاءة فى هذا الطريق وبينوا سوء حالة، ولو أنهم تنبهوا إلى أن عشرات الحوادث وقعت أمام أكشاك الشرطة النيلون التي تزين الطريق، بل أمام مستشفى المعادى دون أن يتحرك أحد لدماء تنزف ونفوس تحتضر..ولو أن شيئًا من صحوة الضمير يستوقف النظر لكان في ذلك كله بادرة من بوادر الإصلاح. وقال بدر الدين أبو غازى في رسالته "كورنيش المعادى... كورنيش الموت لا يكاد يمضى ليلة دون أن تقع على كورنيش المعادي فاجعة تذهب ضحيتها أرواح بريئة، وتتحطم على الطريق سيارات تمثل جزءًا من ثروة البلاد، ولو كانت الدولة قد وفرت الأمان لهذا الطريق؛ لقلنا أنه خطأ السائقين، ولكن إهمالًا شديدًا يؤدى إلى كثير من الحوادث التي تكاد أن تتكرر في مواقع محددة منها: كوبرى الكورنيش ـ الطريق الجانبى المؤدى إلى مبانس شركات الملاحة ـ مدخل مستشفى المعادى، ومعظم هذه الحوادث ترجع إلى: (1) عدم وجود إشارات ضوئية فى هذه المواقع، فضلًا عن أن أضواء الكورنيش إما مطفأة إهمالًا أو أو خافتة الضوء تضلل السائقين، بينما نجد أضواءً تغشي الأبصار من كثرتها في شوارع أخرى. (2) سوء رصف الكورنيش وما يؤدي إليه من حوادث دامية في ساعات المطر. (3) وثالثة الأسافى أن ضحايا الطريق من السيارات تترك في مواقعها أيامًا وليال مستعرضة الطريق، وكأنها شراك نصبت لتحطم السيارات القادمة. وختم بدر الدين أبو غازى رسالته قائلا: بالأمس فقط وقع حادث مؤسف على الطريق أودى بحياة برئ بسبب سيارة مازوت تركت وسط كوبري المعادى منذ ثلاثة أيام دون علامة أو إشارة ضوئية، إلى متى هذا الاستهتار بأرواح المواطنين؟، وهل ثمة أمل في أن يدرك المسئولون عن هذه الشئون واجبهم؟










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;