يبحث المفكر السورى فراس السواح مسألة من أخطر المسائل فى الفكر الفلسفى وأكثرها حساسية فى الفكر الدينى، هى مسألة وجود الشر فى النفس الإنسانية، والكيفية التى عالجت بها معتقدات التوحيد بشكل خاص هذه المسألة، من خلال تركيزها على مفهوم جديد على الفكر الدينى هو مفهوم "الشيطان الكونى".
فالشيطان ليس كائناً شريراً من تلك الكائنات الماورائية التى لم يخل منها معتقد دينى قط، بل هو المبدأ الكونى للشر، والمصدر الأصلى الذى ينشأ عنه كل شر جزئى معاين، وهذا ما يجعله فى تناقض وتعارض مع مصدر الحق والخير.
عن تعارض هذين المصدرين وتناقضهما تنطلق صيرورة الزمن والتاريخ من بداية العالم إلى نهايته فى اليوم الأخير، من هنا فقد اتسع مجال الدراسة عند المؤلف ليشمل ما يدعوه بـ "لاهوت التاريخ"، وانتقل من دراسة فكرة الشيطان فى معتقد ما، إلى المعنى الذى يسبغه الفكر الدينى على الزمن والتاريخ، وإلى طبيعة فهمه لله والعالم والإنسان، والعلاقة بين أركان هذا الثالوث الذى تدور حوله كل الإيديولوجيات الفلسفية والدينية على حد وسواء.
كتب Ahmed Ibrahim على موقع good reads عن الكتاب يقول:
فى الفصل الأول من الكتاب يتناول فراس السواح مفهوم الثنوية الكونية وصراع الخير والشر وإلقاء نظرة سريعة على معتقدات الديانات فيه، وفى الفصل الثانى يتناول المفهوم الدينى للتاريخ واختلاف رؤية الديانات للصيرورة التاريخية، فيعرض رأى المعتقد الحلولى الذى يرى استمرار التاريخ بشكل دورى، والربوبى الذى يرى أن التاريخ مفتوح، واللاهوتى الذى يؤمن بدينامية التاريخ ووجود بداية ونهاية.
الفصل الثالث عن فكرة الشيطان فى الديانة المصرية وظهور البذور الأولى لصراع الخير والشر.
الفصل الرابع عن الشيطان فى المعتقد الزرادشتى وبروز الخير والشر كمبدأين متصارعين، وعرض الكاتب التطور التاريخى للديانة وما دخلت عليها من تغييرات.
الفصل الخامس عن الشيطان فى التوراة، ويُعد دوره هامشيًا حيث إن يهوه الإله التوراتى يمثل بشكل كبير النقيضين، فهو الخير والشر معًا، ويتناول الكاتب التغيرات الطارئة على الفكر التوراتى بالتدريج بالذات فى مفهوم التاريخ والتصورات الأخروية.
وفى الفصل السادس يعرض الكاتب الثورة التوراتية من خلال تناوله للأسفار المنحولة التى قدمت مفاهيم مختلفة بعض الشيء وساعدت بشكل كبير فى ظهور المسيحية.
الفصل السابع عن الشيطان فى الغنوصية، وتعرض الغنوصية فكرة مختلفة عن الشيطان باعتباره يهوه الذى ولد صدفة من الأم صوفيا، والروح الأعلى هو كائن أسمى من الإله التوراتى حيث أنه يمثل الخير المطلق، أما الإله التوراتى يهوه هو من خلق العالم انتقامًا وزرع فيه من روحه الشريرة، فالمادة فى نظرهم هى الشر المطلق وعلى الإنسان التجرد من المادة ومعرفة الروح الأسمى كى تتحرر.
الفصل الثامن عن الغنوصية المانوية، وهى المعتقد الوحيد الغنوصى الذى تطور وتماسك ليصبح دينًا منفصلًا على يد ماني، وتُعتبر المادة فى المانوية هى الشيطان المطلق.
الفصل التاسع عن فرقة غنوصية أخرى وهى الكاثَّارية التى نشأت فى القرون الوسطى لكن كالعادة قضت عليها الحملات الصليبية.
الفصل العاشر عن الشيطان فى المسيحية ودوره المحوري.
الفصل الحادى عشر والأخير عن الشيطان فى المعتقد الإسلامى ودوره فى الإغواء لمن ضلوا عن سواء السبيل.