يبدو صراع الحضارات قائما من بداية الخلق، فكل أمة أو جماعة تسعى لفرض سيطرتها على الجماعة الأخرى بالقوة والقتل، ولعل الحضارات المعاصرة على الرغم من الغطاء الأخلاقى الذى تنادى به، إلا أن العديد من مظاهر القتل والإبادة الجماعية ارتكبت.
ومع انتشار الأسلحة النووية والبيولوجية فى كثير من دول العالم، بالإضافة إلى الفساد الأخلاقى، والانتهاكات الصارخة ضد قوانين الله والطبيعة، وانتشار الأمراض الاجتماعية والنفسية، والانحرافات الجنسية، والفقر والحرمان بأنواعه المختلفة، كان هناك مبررات كافية للقتل، للإنسان والحيوان، فلم ينج أحد من الإبادة، وكان الادعاءات الأخلاقية مجرد خدعة لتبرر قتل النفس عند الحضارات الحديثة، ومؤخرا تسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية فى أستراليا إلى اندلاع حرائق خيالية التهمت الغابات وآلاف الهكتارات وتسببت بنزوح عشرات الآلاف من منازلهم.
كانت السلطات أعلنت منذ يوم الثلاثاء أنها تخطط لتنفيذ إعدام جماعى يطال 10 آلاف جمل لأسباب تتعلق بالاحتباس الحرارى، إذ تسببت هذه الحيوانات فى زيادة الاحتباس الحرارى نتيجة شربها كميات كبيرة من المياه وتناول أوراق الأشجار.
وبدأت عملية تصفيتها بدأت منذ أمس الأربعاء فى عملية ستستمر 5 أيام، أما عن طرق الإعدام، فستتم من خلال إطلاق الرصاص عليها بواسطة محترفين يحلقون بطائرات هيلوكوبتر.
مجازر الخمير الحمر
بعد أن قام مسلحو جماعة "الخمير الحمر" باقتحام العاصمة الكمبودية بنوم بنه، فى أبريل 1975، أعلنت تلك الجماعة انتصارها على معارضيها، لتبدأ فترة "عهد الطغيان"، والتى يصفها كثير من المؤرخين بأنها "الشيوعية الأكثر راديكالية على الإطلاق."
وتضمنت برامج عمل تلك الجماعة سياسات قامت على إشعال حرب طبقية، سعت إلى تفريغ المدن، ومنع الأموال، وإعدام المثقفين، بل وإعدام أى شخص يرتدى النظارات، فى محاولة من أجل تأسيس "المدينة الزراعية الفاضلة."
ولكن بدلاً من تأسيس تلك المدينة المنشودة، انتهى الأمر بتلك الجماعة إلى ارتكاب جرائم إبادة جماعية، أودت بحياة ما يقرب من مليونى شخص.
فقد قام مسلحو الخمير الحمر بتحويل مبنى المدرسة الثانوية فى تول سلينج، إلى مركز للاستجواب، وسجن سرى يعرف بالرمز "إس-21"، فضلاً عن كونه رمز للوحشية، وبلغ عدد المعتقلين 20 ألف معتقل خلال مدة أربع سنوات، نجا منهم سبعة فقط.
وارتكبت الجماعة الشيوعية المتشددة جرائم كبرى خلال سنوات حكمها الأربعة، فمع اكتساحها العاصمة الكمبودية أجبرت 2 مليون شخص على العمل فى الزراعة، ومات جزء كبير منهم تحت ظروف عمل قاسية.
إبادة الهنود الحمر على يد الأوروبيين
"من الذى بدأ الغناء هنا، من الذى أطلق الأصوات الأولى للغناء فوق هذه الأرض الواسعة إنها أصوات الشعب الأحمر الذى كان يتنقل حاملا خيامه ورماحة وسهامه، ما الذى لم يقع فوق هذه الأرض؟ كل ما حدث لم أكن أريده، ولم يسألنى أحد، إنهم يأتون ويعبرون فى أرضنا وعندما يذهبون لا يتركون خلفهم سوى أنهار الدماء"،إنه جزء من بكائية زعيم هندى يدعى السحابة الحمراء أحد زعماء قبائل السيوكس الهندية، قالها وهو يتفقد المذابح وآثار الإبادة التى تعرض لها شعبه.
كتب القائد الإنجليزى العام اللورد "جفرى أمهرست " فى خطابه إلى هنرى بواكيه " يطلب منه أن يجرى مفاوضات مع الهنود ثم يقدم لهم بطانيات مسمومة بالجدرى وقد أجابه بواكيه بقوله "سأحاول جاهداً أن أسمهم ببعض الأغطية الملوثة التى سأهديهم إياها وسآخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا أصاب بالمرض ".
وعندما اكتشف الرحالة الإيطالى كريستوفر كولومبوس القارة الأمريكية ظن أنه وصل للساحل الغربى لبلاد الهند فأطلق على سكانها اسم الهنود الحمر بسبب لونهم المميز المائل إلى الحمرة .
مذبحة اليابانيين ضد الصينيين
قام الجيش الياباني بمجزرة بمدينة نانجنج الصينية، وقد وقعت المجزرة بعد أحداث معركة نانجنج فى سنة 1937 ميلادية، فى يوم 13 ديسمبر عام 1937 وعلى مدى 6 أسابيع إلى شهرين قام جيش الاحتلال اليابانى في مدينة نانجينج بالصين بقتل ونهب واغتصاب لأسرى الجيش الصينى وكذلك لعامة سكان المدينة.
وتعتبر هذه المذبحة من أفظع جرائم القوات اليابانية فى الحرب العالمية الثانية، و يقدر بعض المؤرخين أعداد القتلى في مذبحة نانجنج بحوالى مائتين إلى مائتين وخمسين ألف شخص.