اكتشف خبراء في فيينا عملًا فنيًا في كاتدرائية محلية تحمل لمسات الفنان الألمانى "آلبرخت دورر" ويعتقد الباحثون أن الجدارية اكتشفت حديثًا في كاتدرائية القديس ستيفن في مدينة فيينا النمساوية وإذا كان الأمر كذلك، فهي تشير إلى فصل لم يكن معروفًا من قبل في حياة الفنان، الذي لم يعرف أنه زار فيينا على الإطلاق.
وتم العثور على اللوحة المخبأة أسفل نفايات تراكمت على مر القرون، أثناء أعمال الترميم في الكاتدرائية القوطية، التي بنيت بين 1137 و1160، وفي نوفمبر، بعد بضعة أسابيع من اكتشاف العمل الفني فوق مدخل بوابة الأسقف - وهي منطقة في الكنيسة تعمل الآن كمتجر هدايا - دعت أبرشية الكنيسة إلى اجتماع للباحثين والعلماء لتحديد أصلها.
وقال بيرند يولر رول، مدير مكتب الآثار الفيدرالي في النمسا، وفقًا لكرونين تسايتونج: "إنها تذكرنا بـ" دورر"، وقال إروين بوكورني، الخبير في تاريخ الفنان، لصحيفة فيينا دينس "الأمر واضح تمامًا".
والجدارية عبارة عن لوحة ثلاثية تظهر الراعي النمساوى سانت ليوبولد في الوسط مع القديسين كاثرين ومارجريت على اللوحات اليمنى واليسرى على التوالى، ويُعتقد أن "دورر" قام بصياغة الرسومات للقديسين، لكن لم يتم الانتهاء من اللوحة، إذا كان الأمر كذلك، فمن غير الواضح لماذا لم يكمل العمل بنفسه.
وذهب أحد التفسيرات إلى أن الجداريات كانت بتكليف من الإمبراطور الروماني المقدس ماكسيميليان الأول، الذي اشتهر بتوظيف دورر منذ حوالى عام 1512، ومع ذلك، فمن الممكن أن تكون علاقتهما قد نشأت في وقت مبكر.
وكتب مؤرخ فن عصر الباروك "يواكيم فون ساندرارت" في سيرته الذاتية للفنان أن الامبراطور طلب من "دورر" أن يصنع جدارية كبيرة، لكن لا توجد سجلات أخرى لهذا العمل.
وربما يكون "دورر" قد توقف في فيينا لزيارة صديقه، كونراد سيلتيس الذى عاش في المدينة من عام 1497 إلى 1508، وكانت المحطة في طريقه من نورمبرج إلى البندقية في عام 1505، وهي نظرية عززها رسم "دورر" المعروف في مجموعة المتحف البريطاني والذى تم إعداده في Windisch، في جنوب النمسا، على طول الطريق.
وبدأت الكاتدرائية الآن مشروع صيانة مكثفة وتنظيف العمل وأخذ عينات صغيرة للتحليل الكيميائي، وسيتم نشر النتائج الكاملة في مجلة للفن والمحافظة النمساوية.