"ألا ترين أن العالم كله من حولنا يطفح بالقسوة. بمبرر أو من غير مبرر، سواء. الجدران والناس التى لفحها طيب الشهوات والإخفاق وضربتها الرياح واللامبالاة، جافة محروقة".
يعد الكاتب المصرى الكبير ادوار الخراط ( 1926- 2015) واحدا من الكتاب المهمين، فقد امتلك طريقة خاصة وأبدى اهتماما واضحا للغة وظهر ذلك فى كتاباته المتنوعة ومنها رواياته خاصة "رامة والتنين".
و"رامة والتنين" نشرت لأول مرة سنة 1980، وبعد نحو 16 عاماً من صدورها أصبحت ثلاثية، وذلك بصدور الجزء الثانى "الزمن الآخر" والجزء الثالث "يقين العطش".
وتدور أحداث الرواية بين رجل وامرأة وتختلط فيها عناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية، حيث توجد قصة الحب بين ميخائيل مهندس ترميم الآثار القبطى ورامة باحثة الآثار المسلمة، و"ميخائيل" منطوى على ذاته واهتمامه حصريا على نفسه وعلى رامة بشكل أشبه بالهوس، مما يصعب التعاطف معه بينما هو لا يرى أبعد مما يدور بداخله، حتى فى علاقته برامة، هى ليست موجوده فى حياته بصفتها إنسانة كاملة وإنما كرمز يحقق له حماية من الوحدة، وفى مجملها تبحث عن هوية مصر.
وقد أشاد النقاد بالرواية ومما قيل عنها، "اللغة فى الرواية تشى بامتلاك الكاتب لها، وبقدرته على تصوير أحاسيس أبطال روايته من خلالها، وفى هذه الرواية تتداخل الأزمنة حيث تتداعى أحداث الماضى فى تشابك مع اللحظة الحاضرة التى تشكل إطاراً زمنياً للرواية، وفى كل هذا يطل الإنسان برغباته ونزعاته وشهواته، حيث لا مفر من البحث عن نهاية يقنع عندها بأنه استنفد كل جهده، وطاقاته.
والرواية ترصد تفاعلات النفوس الإنسانية التى ذاقت مرارة الهزائم والانكسارات وتفجر مكامن الخوف فى الإنسان الذى تتقاذفه أقداره دون طوق للنجاة يصل به إلى بر الأمان.