فى يوم الخامس عشر من شهر يناير من عام 910 أعلنت قيامة الدولة الفاطمية فى المغرب، وذلك بعد نجاح أبى عبد الله الشيعى فى دعوته والانتصار له بمبايعة عبيد الله المهدى بالخلافة، ومع هذا فإن أبا عبد الله الشيعى المؤسس الفعلى للدولة الفاطمية لم يحظ بكثير من الدراسات حوله، حتى أنه يظل شخصية عامضة؟
يقول الدكتور على حسنى الخربوطلى فى بحثه المهم "أبو عبد الله الشيعى.. مؤسس الدولة الفاطمية": "مما يؤسف له أننا لا نجد فى مكتبتنا كتابا ينفرد بدراسة تاريخ أبى عبد الله الشيعى على أسس علمية منهجية، ولا نجد سيرته إلا فى ثنايا دراسة المؤرخين والباحثين لتاريخ الدولة الفاطمية".
ويضيف الدكتور الخربوطلى: "يظهر الاضطراب فى تاريخ فجر حياة أبى عبد الله الشيعى، فى كثير من الجوانب، أبرزها اختلاف المؤرخين القدامى حول اسمه، فنجد ابن خلدون فى كتاب العبر والمقريزى فى كتاب الخطط يذكران أن اسمه "الحسن بن أحمد بن محمد بن زكريا" بينما نرى المقريزى فى كتابه الآخر "اتعاظ الحنفا" والقاضى النعمان فى رسالته افتتاح الدعوة يسميانه "الحسين" مع الاحتفاظ بباقى النسب.
واختلف المؤرخون الأقدمون أيضا فى الموطن الأول لأبى عبد الله، مثلما اختلفوا فى اسمه، فذكر القاضى النعمان أن أصله من الكوفة، بينما قال المقريزى أنه من "رام هرمز" أما ابن الأثير وابن خلكان فيذكران أن أبا عبد الله من مدينة صنعاء باليمن ويؤكد ابن عذارى هذه الحقيقة ويسمى أبا عبد الله بالصنعانى.
ويمضى المؤرخون فى اختلافهم فقد اختلفوا فى الوظائف التى وليها أبو عبد الله قبل قيامه بدوره الكبير فى نشر الدعوة الفاطمية فقيل كان محتسبا بسوق الغزل فى البصرة، وقيل إنما المحتسب أخوه أبو العباس محمد.
اشتهر أبو عبد الله باسم (المعلم) لأنه كان يعلم الناس مذهب الإمامية الباطنية، كما اشتهر أيضا باسم الصوفى فثد كان يرتدى الخشن والمرقع من الثياب الصوفية.
وأبرز المؤرخون صفات أبى عبد الله وعلمه ودهائه، فووصفه ابن الأثير بأنه كان على علم وفهم ودهاء ومكر. ووصفه المقريزى بأنه "أحد رجالات العلم القائمين بنقض الدول وإقامته الممالك العظيمة من غير مال ولا رجال.