أظهرت دراسة حديثة، التى أجريت مؤخرًا على إحدى المومياوات المصرية القديمة، أنها قامت برسم 30 وشمًا سحريًا على مناطق مختلفة من جسدها، ومن بينها "عين حورس"، ومن المعروف أن لرسم العين دلالات رمزية فى الحياة المصرية القديمة، وهذا ما سوف نستعرضه خلال السطور التالية: من الاعتقادات التى تأتى فى أذهان المصريين، أن "عين حورس" رسمت على الجسد لتكن بمثابة الحماية من الحسد ومن الأرواح الشريرة ومن الحيوانات الضارة ومن الأمراض.
لماذا استعان المصرى القديم بعين حورس بالتحديد؟
وبالنسبة للاستعانة بعين "حورس" تحديداً، قال الكاتب والمؤرخ خالد يوسف الحناوى، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى، "إن بحسب أسطورة الصراع الشهيرة التى حدثت بين حورس وست ، تفيد بأن "ست" قام بانتزاع عين حورس اليسرى وهى العين التى ترى الرؤية "الباطنية الكلية"، وطوال فترة فقدان حورس لعينه كان يرى الكون بوعى "ست" ذلك الوعى الذى يرى الأشياء بمنظور عدائى / أنانى / شخصانى, ليس فيه عاطفة ،عندما فقد حورس عينه اليسرى فقد الحدس فقد النور الالهى الذى يبصر جوهر الأشياء .
وتوضح الأسطورة، أن وعى "ست" هو ذلك الوعى المحدود الضيق فى مقابل وعى "حورس" ، كما أن وعى "ست" هو أكبر خطر على الانسان لأنه يسجن روحه في سجن المادة الضيق ، و فى نهاية الصراع بين "حورس" و "ست" .
وقام "تحوت" بعلاج عين "حورس" فعادت إلى حالتها السابقة وأصبحت عين حورس سليمة، وبعدها قام تحوت بالمصالحة بين المتخاصمين.
وبالتالي أصبح حورس إله السماء والعدل والخير، وأصبحت عينه العين الحارسة التى تحمى الإنسان من الشرور والأمراض، واتخذها الفراعنة كتميمة تحمى عروشهم، وكرمز لاستقرار نظام الدولة.
لماذا استعان المصرى القديم باللون الأزرق لرسم عين حورس؟
ارتبط اللون الأزرق بالكثير من الدلالات الدينية، واعتبر رمزا للملوك وللوقاية من الحسد والأرواح الشريرة، ولذا استخدم بكثرة فى المقابر ، كما أن حورس يعد إله السماء، والمتوفى بعد الموت يصعد للسماء، ليلتقى بإله الموت أوزوريس الذي هو والد الإله حورس.