قدم المفكر العربى الكبير فراس السواح العديد من الأفكار، ومن ذلك "موسوعة الأديان" وتقع فى خمسة مجلدات، يركز كل كتاب على مرحلة محددة فى تاريخ الدين، وليست الموسوعة من كتابة فراس السواح وحده بل هو محرر لها ومساهم فيها بعدة مواضيع، إنما هى مختارات مترجمة لعدد كبير جدًا من الكتاب فى مجال الأديان، مثل "مرسيا إلياد ودوركهايم وجون نوس وسام جيل وبيتر فورست وغيرهم كثيرين، كما ساهم فيها عدد من المترجمين مثل ثائر ديب محمد منقذ الهاشمى وعدنان حسن، وجاء الكتاب الأول بعنوان "الشعوب البدائية والعصر الحجرى".
وعن الكتاب قالت 2018Dalia Fawzy على موقع good reads إن الفصل الاول للكاتب يرسخ فكرة أن البدائية هنا لا تعنى التخلف، لكن هى ترمز للبدايات من الشىء، وقد تكون المعتقدات "البدائية" إكثر إعجازًا لو ربطنا المعتقد بالظروف البيئية والإمكانيات المتاحة.
بمعنى أننا لا تستطيع الحكم بتخلف فكر إنسان "نياندرتال" مقارنةً بفكر ديكارت، لأننا لو فعلنا ذلك سوف نغفل الظروف البيئية، والاقتصادية، والفكرية، والإرث الثقافى الذى مهد لديكارت الطريق ليبنى فلسفاته.
بينما كتبت "سعاد الشريف" تقلول إن الكتاب يتحدث عن أول ديانة اكتشفت هى الطوطمية وهى منبع لجميع العبادات القائمة على عبادة الحيوان والنبات، ثم الشامانية وهى تتركز ف سيبيريا وآسيا الوسطى، وتقوم ع السحر، وذكر ممارسات للشخص الذى يريد أن يصبح كبيرا فى الشامان ويلجأ اليه الناس، فالشامانى ذو البشرة البيضاء تختلف مهامه عن البشرة السمراء، فالأبيض له علاقة بالاتصال بالآلهة وأخذ أحوال الطقس أما الأسمر فله اتصال مع أرواح الموتى، والديانة الباليوليثية كانت تتواجد فى العصر الجليدى، و الديانة النيوليثية كان الميت يفصل رأسه ويدفن فى مدفن خاص وكانت الرسومات الجداريى للإنسان ترسم برأس حيوانى، والرسومات الأنثوية توضح أن النساء هم المسئولون عن الشعائر الدينية والرجال كراقصين بأقنعة حيوانات.
وبالمجمل فإن الكتاب، حسبما ذكر Mohamed Karaly يشمل موضوعين هما، ديانات الشعوب البدائية، وديانات ما قبل التاريخ، وهما حقلان علميان مختلفان، فحقل دراسة الأول هو الشعوب البدائية المتبقية فى العصر الحديث، والمتمثلة فى قبائل وعشائر أستراليا وأمريكا وأفريقيا وسيبريا، ويشمل دراسات عن الطوطمية والشامانية، مع افتراضات عن علاقة ديانات هذه القبائل البدائية بديانات العصر الحجرى ونظريات غير مدعمة بأدلة عن طبيعة الدين فى بداية ظهوره، أما الحقل الثانى فيقوم على دراسة الحفريات المكتشفة التى ترجع إلى العصر الحجرى، ولا يستمد معلوماته أبدا من المجتمعات البدائية الحديثة، وهو علم شيق قائم على معالجة مادة معلوماتية صغيرة ممثلة فى رسوم الكهوف والدمى والتماثيل وشكل المعابد والمزارات فى هذه العصور، وتشكيل افتراضات ورؤى عن شكل العقائد والطقوس التى تشير إليها هذه الحفريات وعلاقتها بالطور التحضرى لجماعات البشر فى هذه العصور بداية من العصر الحجرى القديم الأوسط، فالأعلى، فالعصر الحجرى الحديث.