قال الدكتور هشام بشير، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والاقتصادية بجامعة بنى سويف، إن الدول الكبرى تطالب وتضغط على الدول النامية بتقنين التلوث البيئى، هذا رغم أن مصر ودول العالم الثالث لم تساهم فى التلوث البيئى بقدر ما ترتكبه الدول المتقدمة مثل أمريكا وروسيا والصين ولها نصيب السواد الأعظم الذى يصل إلى نسبة 80 %.
جاء ذلك خلال ندوة "التغيرات المناخية وأثرها على التنمية فى مصر" بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك بحضور عدد من المهتمين بالشأن البيئى.
وأضاف بشير خلال كلمته، أن دراسة القضايا البيئية مهمة ورئيسية وتهدد ليست الدول النامية فقط بل كل الدول على مستوى دول العالم، ومصر سوف تتأثر بشدة بسبب هذه التغيرات المناخية، لافتا إلى أن مصر من الدول المرشحة لغرق السواحل والمدن الساحلية مثل النمسا وفيتنام، ولجأت الدولة إلى وضع الحجارة لمنع الأمواج الهائجة على الشاطئ، ويرجع ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذوبان الثلج فى القطب الشمالى.
وأكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والاقتصادية، أن التغير المناخى أضرارها تقع على عاتق الدول النامية وتتحمل تكاليفها بنسبة 75 % ، مشيرا إلى أن ذوبان الثلج فى القطب الشمالى سيؤدى بلاشك إلى ظهور ممرات وطرق بديلة تؤثر على مصر فى حركة الملاحة، والتى ستنعكس على قناة السويس بالسلب لظهور طرق جديدة أسهل وأوفر فى التكاليف والوقت على حد قوله.
وأوضح "بشير" أن التغير المناخى سيؤثر على القطاع الغذائى فى الدول النامية نتيجة التصحر الذى يصيب الأراضى الزراعية وزحف الرمال على الأرياف، كما أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدى إلى اختفاء بعض المحاصيل، واحتياج بعض النباتات إلى كميات كبيرة من المياه لرى الأشجار، وهو أمر بالغ الصعوبة لما تعانيه مصر من جفاف وفقر مائى، مؤكدا أن هذه التغيرات ستعمل بالقطع على زيادة أسعار الغذاء من 50% إلى 80%.
وأضاف "بشير" أن قطاع الصحة غير بعيد عن التأثر نتيجة التغيرات المناخية، والتى بدروها ستتسبب درجات الحرارة فى انتشار الأمراض المنقولة كالحشرات كفيرس زيكا الذى يهدد العالم وأصاب أكثر من مليون شخص حول العالم، مضيفا أن الارتفاع المصاحب للجراثيم فى التوزيع الموسمى ستؤدى إلى عواقب وخيمة وأمراض الحساسية والجلد لدى المواطنين.
وأكد الدكتور هشام بشير، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والاقتصادية بجامعة بنى سويف، أن التغيرات المناخية فى الخصائص ترجع إلى الأنشطة البشرية المختلفة من الصناعة والتنقيب والتى خلقت الاحتباس الحرارى وارتفاع فى درجات الحرارة، مضيفا أن البراكين والزلازل هى عوامل طبيعية تساهم بجزء قليل فى التغير المناخى.