حققت الروائية البريطانية مارى شيلى، شهرة واسعة، بعد كتابتها لشخصية "فرانكشتاين" أو بروميثيوس الحديث سنة (1818)، حيث لا تزال هذه الرواية، التى تتميز أيضاً بالعديد من خصائص أدب الخيال العلمي، من أكثر الروايات رواجاً، ونقلت إلى شاشة السينما أكثر من مرة أبرزها تلك التى قام فيها بوريس كارلوف بدور الوحش ـ المسخ وحديثا فيلم فرانكنشتاين 2014 بطولة ارون ايكرت.
"فرانكنشتاين" أو "بروميثيوس الحديث"، هذا هو اسم الرواية التى كتبتها مارى شيلى، وارتبطت باسمها وبشهرتها على الرغم من أنها كتبت روايات أخرى، إلا أن أهم ما يهمنا هو أن الصورة الذهنية لدى أغلب القراء ومشاهدى الأفلام عن شخصية فرانكشتاين، ترتبط بالوحش أو المسخ، فى حين أن مارى شيلى فى روايتها كانت تحكى قصة العالم السويسرى فرانكنشتاين الذى يصنع شخصاً من أشلاء متفرقة ويكون الناتج فى منتهى البشاعة، إلا أنه يتمتع بصفات الإنسان كافة، بل ويتجاوزها إلى حد الكراهية لصانعه مما يقودهما إلى التهلكة فى النهاية.
أيضًا، يعتقد البعض أن رواية "فرانكشتاين" تنتمى إلى أدب الرعب، فى حين أنها دلالاتها الرمزية توضح أن هذا المخلوق أو المسخ هو إشارة إلى إبليس وبروميثيوس والمتمرد، وأن الرواية نقيض لأسطورة بجماليون الذى عشق تمثال المرأة بعدما قام بنحته، كما أن الرواية تبحث فى موضوعات أصل الشر والإرادة الحرة وخروج المخلوق عن طاعة الخالق.
تدور أحداث رواية فرانكشتاين حول طالب ذكى يدعى فيكتور فرانكنشتاين يكتشف فى جامعة ركنيسبورك الألمانية طريقة يستطيع بمقتضاها بعث الحياة فى المادة.
يبدأ فرانكنشتاين بخلق مخلوق هائل الحجم ولكنه يرتكب خطأ فيكتشف أن مخلوقه غاية فى القبح، وقبل أن تدب الحياة فيه ببرهة يهرب من مختبر الجامعة، ثم يعود بعد ذلك مع صديقه هنرى الذى جاء لزيارته إلى المختبر ولكنهما لا يجدا المسخ الهائل.
تستمر أحداث الرواية، وتصل إلى مقتل شقيق فيكتور على يد المسخ، ويعلم الطالب فرانكنشتاين أن المسخ هو من قام بها، ثم يلتقى المسخ بالطالب، صانعه، بعدما استدل عليه من المذكرات التى وجدها فى المختبر، وكان قد تعلم القراءة خلال فترة غيابه، فيذهب إليه ويطلب منه أن يخلق له امرأة لأنه يشعر بالوحدة.