"يعكس دين الآريين نهج حياتهم، إنه دين شعب يحيا مرتبطا بالطبيعة، ويقدر ما يستممتع بها فهو يخشاها، إنه مفتون بخيرها الذى يمده بالحياة، ومع ذلك فهو يخاف من قسوتها فى تدمير الحياة".. وصلنا مع المفكر العربى الكبيرفراس السواحإلى الكتاب الخامس من موسوعة تاريخ الأديان الذى يتناول فيه "الزرادشتية، المانوية، اليهودية، المسيحية".
وتقع الموسوعة فى خمسة مجلدات، يركز كل كتاب على مرحلة محددة فى تاريخ الدين، وليست الموسوعة من كتابة فراس السواح وحده بل هو محرر لها ومساهم فيها بعدة مواضيع، إنما هى مختارات مترجمة لعدد كبير جدًا من الكتاب فى مجال الأديان، مثل "مرسيا إلياد ودوركهايم وجون نوس وسام جيل وبيتر فورست" وغيرهم كثيرين، كما ساهم فيها عدد من المترجمين مثل "ثائر ديب ومحمد منقذ الهاشمى وعدنان حسن".
فى هذا الجزء الأخير من الموسوعة، تقسم الفصول إلى خمسة فصول، خصّصَ الأول للزرادشتية متطرقا لديانات إيران القديمة، وبخاصة الزرادشتية كدين الثنوية الأخلاقية، فى حين اهتم فى الفصل الثانى منه بالديانة المانوية نسبة إلى مانى، مقارنا فيها بين المانوية والمسيحية.
أما الفصل الثالث فهو يُعنى بالديانة اليهودية، أى دين العبرانيى ن قبل موسى عليه السلام، ثم خلال عهد موسى عليه والميثاق مع اليهود (نحو 1250 ق.ب)، يهوه والبعول، الاحتجاج النبوى والإصلاح، المنفى البابلى، نهوض اليهودية فى عصر الإحياء، اتجاهات فكرية جديدة فى العهدين الإغريقى والمكابى والعهد الرومانى حتى 70 ميلادية، وصولا إلى التشتت الكبير وصناعة التلمود، إلى اليهود فى العصور الوسطى وأخيرا اليهودية فى العالم الحديث.
ويقول الكتاب عن الزرادشتية "وصلتنا تعاليم زرادشت من خلال سبعة عشر نشيدا من أناشيد (الجاثا) والتى على الرغم من صعوبة ترجمتها، فإنها ملفتة للنظر فى إبراز حمية زرادشت وحبه للإله.