استطاعت رواية "سيبل" للكتاب بنجامين دزرائيلى (1804- 1881) أن تحجز مكانها فى قائمة الروايات المهمة القادرة على مقاومة الزمن، وقبل التوقف عند الرواية يجب معرفة أن بنجامين دزرائيلى سياسى بريطانى استطاع أن يتولى رئاسة الوزارء مرتين فى حياته.
صرنا نعرف الآن أن الرواية ذات طابع سياسى وضع فيها "دزرائيلى" أفكاره التى كان يؤمن بها، وصدرت الرواية أول مرة عام 1945 عن طائفتين يعيشان معا، إحداهما غنية والثانية فقيرة، كان ذلك هو الأساس الذى بنى عليه (بنجامين) مبادئه، فكان يرى أن السادة أصحاب الأراضى كان لهم حلفاء طبيعيون من الطبقات الفقيرة الكادحة، يقفون معهم ضد عدوهم المشترك أفارد الطبقة المتوسطة من أثرياء الصناعة، كوانت لسياسة دزرائيلى ثلاث أهداف جوهرية، الإصلاح الاجتماعى لصالح العمال، وملكية شعبية قوة تكون رمزا يتطلعون إليه، وسياسة خارجية حازمة لتكسبهم اعتزازا بوطنهم.
ولد بنجامين دزرائيلى فى لندن لأب يهودى إيطالى، والده المؤرخ إيزاك دزرائيلى، اختلف والده مع الجماعة اليهودية السفاردية فى لندن حول مقدار الضرائب المقررة عليه فاعتنق المسيحية عام 1817 م، عندما كان ابنه بنجامين فى الثالثة عشر من عمره، فتلقى ابنه نشأة مسيحية إلا أن أصوله اليهودية تركت آثارها على شخصيته وتفكيره خاصة فى كتاباته الأدبية، فكتب رواية "تانكرد أو الصليبية الجديدة" والتى وفق فيها بين نزعتيه الرئيسيتين: نزعة تمسكه بجذوره اليهودية من جهة ومطامعه الإمبريالية البريطانية من جهة أخرى، إذ دارت هذه الرواية حول الحلف بين اليهود الراغبين فى العودة إلى فلسطين وبين بريطانيا الاستعمارية الراغبة فى سيطرتها على تلك المنطقة الهامة من العالم، كما أن كتاباته وتصريحاته كذلك تضمنت إشارات عديدة لمسألة استعادة أرض إسرائيل وتشوقه الدائم لأورشليم التى حارب اليهود من أجلها كثيراً.