صدر مؤخراً، كتاب "موجة سوداء.. التاريخ الثاقب للصراع فى الشرق الأوسط" للمؤلفة الهولندلية اللبنانية الصحفية كيم غطاس، وتستعرض فيه ما حدث عام 1979، فقد غيرت ثلاثة أحداث الشرق الأوسط للأبد، الحادث الأول ثورة إيران الإسلامية وشهد ذلك الإطاحة بالشاة حليف الغرب على يد آيه الله الخمينى، والثانى هو الهجوم الذى قاده أحد الأصوليين السعوديين تقصد " جهيمان العتيبى" على المسجد الحرام بمكة المكرمة قلب العالم الإسلامى، والثالث كان يتمثل فى الغزو السوفينى لأفغانستان.
وأوضحت "كيم غطاس"، أن الأحداث الثلاثة كانت منفصلة، ولكنها كارثية كان الشاه مدعومًا فى البداية من قبل اليساريين ولكن أولئك الذين أرادوا رؤية دولة دينية شيعية سرعان ما اكتسبوا اليد العليا، بعد ذلك تم شن هجوم على مكة من قبل المتطرفين، ومن ثم أصبحت أفغانستان أول ساحة قتال للجهاد العابر للحدود فى العصر الحديث.
وبعد مرور أربعين عامًا، لم ترسم المؤلفة "كيم غطاس" الصورة الكبيرة لكيفية تشكيل تلك الأحداث للمنطقة فحسب، بل قدمت رؤى جديدة مثيرة للتفكير حول تسليح الطائفية، وحقوق المرأة، وصعود تنظيم القاعدة.
كتاب موجه سوداء،لا يتعامل مع خصومة إيران والسعودية فحسب، بل يتعامل مع العراق وباكستان وأفغانستان ولبنان ومصر، يقدم رؤى حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة باعتبارها ثانوية للاتجاهات والطموحات والقرارات فى طهران والرياض والقاهرة.
وقالت المؤلفة كيم غطاس التى تعمل صحفية فى موقع بى بى سى، أن القصة تبدأ فى لبنان عام 1977 عندما كانت البلد فى خضم الحرب الأهلية، وكان المنفيون الإيرانيون مثل الإمام موسى الصدر مرتبطين مع نشطاء شيعة محليين سجلوا شرائط دعائية تدعو الشاه إلى المغادرة، وأيضا الرئيس المصرى أنور السادات فاجأ العالم بالسفر إلى القدس لتقديم سلام غير مشروط مع إسرائيل، وبعد عودة الخمينى إلى طهران، وكان ياسر عرفات من منظمة التحرير الفلسطينية من أوائل زوار الخمينى.
وأوضحت كيم غطاس، أن الثورة الإيرانية ومحاولة الاستيلاء على مسجد الحرام كلا الحدثين أحدثا تغييرا أقل وضوحا لكن قمعيًا - "توسع بطيء ولكنه قوى للتزمت السلفى" والذى سرعان من خلال الانتقال السوفيتى إلى أفغانستان وغزو صدام حسين لإيران فى عام 1980، كانت تلك بداية حرب استمرت ثمانى سنوات رواه الجانبان كعرب مقابل الفرس، مستخدمين لغة انقسامية تعود إلى القرن السابع.
قدمت غطاس فى كتابها حديثا باللهجات العربية، وأغانى أم كلثوم، ومطاعم بيروت التى تقدم الكافيار أثناء وقف إطلاق النار وحكايات عن حزب الله.
وانتقلت غطاس إلى مصر وقالت، فى السبعينيات كانت 30٪ من النساء المصريات يرتدين الحجاب، وفى منتصف التسعينيات بعهد حسنى مبارك ارتفعت هذه النسبة إلى 65 ٪.