نواصل مع المفكر العربى الكبير فراس السواح قراءة كتبه وأفكاره المهمة التى تعيد قراءة الأساطير القديمة "آرام دمشق وإسرائيل.. فى التاريخ والتاريخ التوراتى"، والذي يثبت أن دولة الاحتلال الإسرائيلية باطلة لا علاقة لها بنص توراتي ولا بأصل جغرافى.
يستعرض فراس السواح، حسب ما ذكره القراء على موقع good reads عددا من الآراء فى الكتاب منها ما ذكره " Bookish Dervish" فى كتابه القصص الواردة فى العهد القديم و التى تخص التأسيس الدينى والأيديولوجى لفكرة الشعب الإسرائيلى بقبائله الاثنى عشر، وترد مقاطع من أسفار التكوين والخروج، يشوع، القضاة، الملوك، صموئيل، والتى يتعرض لها الكتاب بالنقد الأركيولوجى و التاريخى و النصى، وأهم الأفكار التى يخلص إليها هي:
-نفى الأصل الخارجى للشعب اليهودى فالخارجون من مصر أقلية قليلة جدا.
- نفى روايات الفتح العسكرى الإسرائيلى لكنعان على يد يوشع ابن نُون.
نفى قيام دولة موحدة لـ "كل إسرائيل" قبل انقسامها المفترض إلى يهوذا والسامرة.
الجزء الأخير من الكتاب عبارة عن دراسة لدويلات وملوك آرام دمشق وكنعان فى إطار العلاقات الإقليمية والدولية فى حالة تدخل آشور بحملات شلمنصر.
وكتاب شيق، مفيد، وأهم ما فيه أنه يهدم الأسس التوراتية التى تقوم عليها دولة إسرائيل الحالية المزعومة والتى ليست إلا مسخا سواء من الناحية العرقية أو الدينية أو حتى العلمانية.
بينما ذكر Ahmed Ibrahim أن الكتاب ينقسم لجزئين، الأول: يتناول الرواية التوراتية للأسفار التاريخية من بداية عصر الآباء للمملكة الموحدة، من خلال عرضها والنقد النصى والتاريخى والأركيولوجى ومن خلال للوثائق التاريخية الكتابية، حيث نقف فى النهاية على زيف التاريخ التوراتى الذى هو فى الأساس تاريخ هوياتى تراثى لا يمت للتاريخ بصلة إلا أقل القليل فى نصفه الثانى الذى يتتبع دولتى السامرة ويهوذا.
وفى الجزء الثانى للكتاب يتتبع الكاتب أخبار الممالك التى ينسبها النص التوراتى إلى أيديولوجيته الدينية وهما دولتى السامرة ويهوذا، وكانت معلومات محررين التوراة عن هذه المرحلة ضئيلة جددت فعمدوا إلى التلفيق كما هى عادة النص التوراتى.
يتتبع فراس السواح هنا التاريخ الحقيقى لدولتى السامرة ويهوذا وتاريخ إنشاء كل واحدة وعلاقتها مع الدول والقوة الكبيرة فى المنطقة فى هذا الوقت مع تقصى العلاقات الآرامية الفلسطينية، وهى الأمور التى يغفل عن أى ذكر لها النص التوراتى، ومع يتتبع فراس تقدم الأحداث وصولا إلى مرحلة السبى الآشورى ثم البابلى وتدمير أورشليم، ثم العودة فى الحقبة الفارسية، المرحلة التى ستبدأ فيها الأيديولوجيا التوراتية بالظهور، فكل ما سبق لا يمت لليهودية كمنظور دينى بصلة، بل أن مدينتى السامرة ويهوذا كانت على المعتقدات الفلسطينية القديمة، ثم يتتبع أسباب ظهور النزعة التوحيدية وربطها بالأغراض الفارسية لتوحيد المملكة و ديانتها، وفكرة إله السماء التى ساقها عزرا ونحميا ليست سوى فكرة دينية فارسية تم إحلالها فى هيئة يهوه الإله الفلسطينى القديم. يحلل فراس فى الخاتمة الحالة النفسية العامة للشعوب التى تم إحلالها فى أورشليم، ليبدأ التاريخ اليهودى الحقيقى من هنا، من منطقة لليهودية، التى لكن هنا ينتهى الكتاب الذى يبحث فى تاريخ فلسطين وسوريا القديمة.