عاش الكاتب الكبير جمال الغيطانى فى الفترة (1945 -2015) ويعد من أبرز المثقفين المصريين، وفى جانب الرواية كانت له بصمته المميزة والتى اتضحت كاملة فر رائعته "الزينى بركات".
ونشرت رواية الزينيى بركات لأول مرة فى السبعينيات وأعيد نشرها أكثر من مرة، وتدور أحداث الرواية حول الظلم الذى يتماثل فى الأزمنة المختلفة، والظلم فى تاريخ السلطة وتحولاته، والإنسان الذى لا يعيش زمانه إلا خوفاً، وذلك من خلال محاولة توحيد الحاضر والماضى .
ورواية الزينى بركات تحولت إلى مسلسل تليفزيونى شهير يحمل اسمها، تدور فى فترة حكم الدولة المملوكية فى مصر، حيث عالجت ظاهرة القمع والخوف واتكأت على أسبابها وبينت مظاهرها المرعبة فى الحياة العربية.
وشخصية الزينى بركات رغم أنه لم يكن سلطانًا أو أميرًا مملوكيًا شهيرًا أو حتى أحد قادة الجيوش فى عصر المماليك، إلا أنه كان له ذكر تاريخى، حيث ذكر سيرة بركات بن موسى (الزينى بركات)، من شهود العيان، المؤرخ ابن إياس فى كتابه الشهير "بدائع الزهور فى وقائع الدهور"، وهى الشخصية التى عالج بها الأديب جمال الغيطانى روايته الشهيرة.
والزينى بركات بن موسى، قاضٍ مصرى، عاش فى أوائل القرن العاشر الهجرى، وكان محتسب القاهرة، فى أواخر عهد المماليك، وبعد هزيمتهم على يد العثمانيين ظل الزينى بركات فى منصبه.
ولا تعتبر رواية الزينى بركات رواية تاريخية، ولم تعتبر كذلك رواية تاريخية فى كل اللغات التى ترجمت إليها هذه الرواية سواء فى الروسية أم الفرنسية أم الإنجليزية، ولم يعاملها أحد على أنها رواية تاريخية، إنما عوملت على أساس أنها رواية ضد القمع و ضد قمع الإنسان فى أى زمان و مكان .
ويمكن القول عنها رواية التخييل التاريخى تستعير التاريخ مادة وصياغة لتحويله إلى أسئلة وأجوبة باستقراء العلاقة الموجودة بين المتسلط والمحكوم من النواحى النفسية والاجتماعية والإنسانية وافتراض مجموعة من العلاقات.