تعيش الصين حاليا موقفا صعبا يحتاج من الجميع أن يتكاتف معها بعد ظهور فيروس "كورونا" الذى راح ضحيته عدد من المواطنين هناك، ويخشى الجميع من خروج هذا الفيروس عن السيطرة، وطالما كانت الصين هى الشغل الشاغل للعالم، ومن ذلك ما قاله كتاب صعود الصين لمجموعة من المؤلفين ترجمه مصطفى قاسم وصدر عن المركز القومى للترجمة.
يقدم الكتاب تقييمًا لقدرات الصين المتنامية ونواياها، ويعرض الجدل حول التأثير الذى سيترتب على صعود الصين على الأمن فى منطقة شرق آسيا والمحيط الهادى، ويقدم سياسات للتعامل مع الصين.
ويأخذ المؤلفون النقاش حول الصين بعيدًا عن الشعارات والقوالب النمطية التى ميزت معالجة هذا الموضوع من قبل؛ مما يساعد فى تبديد التصريحات التى لا تخلو من الشطط من جانب الذين "يشيطنون" الصين لكنها تحذر، فى الوقت نفسه، من أن الصين قد تصبح قوة مزعجة.
وفى مقدمة الكتاب يقول السيد يسين: "ليس هناك أدنى مبالغة لو أكدنا أن صعود الصين إلى ذروة التقدم الاقتصادي وقصة التطور المعرفي المدعوم بقوة عسكرية حديثة، تمثل إحدى القصص المؤثرة التى ترقى إلى مستوى الأساطير المعاصرة والنماذج البارزة للتحديث المبهر".
فى الكتاب طرح أحد المشاركين ويدعى "ووبن" سؤالا محوريا الإجابة عليه يمكن أن تساعدنا فى فهم ظاهرة صعود الصين وهو "ما معنى التحديث؟ وكيف نستطيع استخدام هيكل مفاهيم التحديث لتفسير مغزى القيم التاريخية والمستقبلية وإدراكها والتمكن منها في صين القرن العشرين؟
ويناقش الكتاب نوايا الصين من وراء هذا الصعود، هل تريد أن تتتحدى وتغير النظام الدولى؟ ليس ثمة إجماع على هذا السؤال، إذ يرى بعض المراقبين أن الصين سوف تسعى على الأغلب لأن يكون لها تأثير أكبر فى شرق آسيا، فعلى خلاف الاتحاد السوفيتى لن تدخل الصين فى منافسة أيديولوجية عالمية مع الولايات المتحدة. وفى المقابل يدفع المراقبون الأكثر تشاؤما بأن اللصين أظهرت ميلا إلى استخدام القوة وتعتقد أنها كانت مرارا ضحية لأعمال عدوانية وسوف يؤكد بقوة ادعاءاتها بضم تايوان.