من الروايات المهمة فى الأدب الإنجليزى رواية "السيدة ذات الرداء الأبيض" للكاتب ويلكى كولنز، وحققت نجاحًا ملحوظًا حتى أنها تدخل فى قوائم الروايات الأفضل فى القرون الماضية.
تبدأ الأحداث بأستاذ رسم يدعى "والتر هارترايت" يلتقى فى شارع معتم بسيدة من الواضح أنها مجنونة، مرتدية ثيابًا بيضاء، ويلاحظ على الفور أنها تشبه واحدة من تلميذاته هى الحسناء لاورا فيرلى، التى يهيم بها حبًا، صحيح أن لاورا تبادله حبه، لكن أباها يرفض زواجهما لأنه كان وعد بها السير برسيفال جلايد، ما دفع "هارترايت" إلى السفر وقد استبد به اليأس.
فى أثناء ذلك يقترن السير برسيفال بلاورا، التى سرعان ما ستكتشف أن الرجل لم يتزوجها إلا طمعاً فى ميراثها، فترفض أن تتنازل له عن شىء، ما يجعله، بمساعدة الكونت الإيطالى، شريكه، فوسكو، ويتوصل إلى وضعها فى مصحة للأمراض العقلية مكان سيدة تعرف بـ "ذات الرداء الأبيض" ماتت لتوّها، ويتمكن برسيفال وفوسكو من دفن هذهالأخيرة تحت اسم ليدى جلايد، ما يعنى أن برسيفال بات الآن قادراً، إذ "ماتت" زوجته على الحصول على الميراث.
لكن "ماريا هالكومب" نسيبة لاورا، تدرك ما حصل، وتتدخل فى الأمر حيث تتمكن من تسهيل فرار الزوجة الشابة من المصحة، وإذ يكون مدرس الرسم هارترايت قد عاد فى تلك الأثناء، تلتجئ إليه المرأتان، فيقرر وضعهما تحت حمايته وإنقاذهما من براثن برسيفال وخطته الجهنمية وشريكه الايطالى، ويتمكن بالتالى من فضح ما حدث، فلا يكون من أمر الكونت فوسكو إلا أن يعترف، ما يمكن لاورا من استعادة هويتها وميراثها ومكانتها الطبيعية.
أما زوجها المجرم برسيفال جلايد، فإن نهايته ستكون أسوأ من نهاية شريكه فوسكو، ذلك أنه سيحترق فيما يحاول إحراق وثائق الأبرشية لكى يتابع خطته ولكن فى اتجاه آخر هذه المرة.
ويلكى كولنز روائى وكاتب مسرحى إنجليزى، كتب 30 رواية، وأكثر من 60 قصص قصيرة و14 مسرحية، وأكثر من 100 عمل غير روائى، عاش بين 1824 و1889، وبدأ حياته الأدبية بكتابة الروايات التاريخية التى كانت "أنطونينا" فى طليعتها العام 1850، أى العام الذى ارتبط فيه بصداقة مع تشارلز ديكنز وأصبح معاوناً له، فى عمله الصحفى، وكان من الواضح تأثر كولنز بأسلوب ديكنز، فى العدد الأكبر من رواياته التى ظل يكتبها حتى نهاية حياته.