"خرجت من الملجأ وعندى 21 سنة، وبعدها عانيت سنوات من التشرد، كنت بلمع أحذية، وأنظف قهاوى، وأبيع مناديل للطلبة أمام المدارس"، بهذه الكلمات روى رمضان محمد إبراهيم، كاتب وشاعر شاب من متحدى التوحد، والذى روى حكايته بداية من مأساته فى الشارع حتى استطاع أن ينشر 5 أعمال حتى الآن.
بدأت الحكاية من معرض القاهرة الدولى للكتاب، وعلى مدار ثلاث سنوات، حيث لاحظ رواد المعرض، بشاب متوسط القامة، بنظرة طبية، ويرتدى ملابس أنيقة، لا يترك أمسية أو لقاء فكرى داخل المعرض حتى يحكى فيها عن مأساته، مقدما نصائح للشباب، وبينما يستمع له الجميع، يتعاطف معه البعض ومع حكايته المأسوية، بينما تتجمد مشاعر البعض.
يقف رمضان فى ساحة المعرض ممسكا بديوانه الأخير، ويبدأ فى ترديد إحدى قصائده بصوت جهورى، كى يصل شعره للجميع، فحتى لو تجاهله الجميع، فهناك من سيلتفت لذلك الشاب الذى يطارد الجميع بأشعاره.
يروى رمضان قصته قائلا: "أنا رمضان محمد إبراهيم، من متحدى التوحد، خرجت من الملجأ فى عمر 21 عام، وظللت فى الشارع حتى بلغت الـ 28 سنة، عملت حتى استطيع أن أدخر المال، وأن أتعلم واحصل على دورات فى اللغة العربية، تساعدنى على كتابة الشعر والأدب، ونجحت وأصدرت 5 كتب حتى الآن، وأتحول من حياة التشرد والجهل والاندثار إلى الثقافة والارتقاء والفن، وطول ما فيك نفس وفى يوم جديد يمر عليك، لازم يكون ليك عمل جديد"، وبهذه الكلمات دائما ينهى بها "رمضان" حديثه، لكل من يحاوره وكأنه يقدم روشتته للشباب الذى ربما يعانوا من الظروف الذى مر بها.