العالم كله مشغول هذه الأيام بالصين وبفيروس كورونا الذى يضربها بقوة وبدأ فى تجاوز حدودها والخروج إلى العالم، وإذا ذكرت الصين ذكر معها الولايات المتحدة الأمريكية، وما بينهما من علاقة غير واضحة وقد ناقشت الكتب هذه العلاقة ومن ذلك كتاب "الصين والولايات المتحدة الأمريكية.. خصمان أم شريكان" تحرير ليو شيه تشنج ولى شى دونج، ترجمة عبد العزيز حمدى عبد العزيز، والذى صدرت ترجمته عن المركز القومى للترجمة.
فى هذا قدم عدد كبير من المتخصصين وذوو المعارف الواسعة شرحًا كاملاً وطرحوا على بساط البحث عددًا غير قليل من وجهات النظر الدقيقية حول العلاقات الصينية – الأمريكية فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمن الدولى وكافة المجالات الأخرى، فضلا عن مشكلة تايوان.
ومن ذلك التقلبات والتورات التى شهدتها العلاقات الصينية - الأمريكية بعد انتهاء الحرب الباردة والتى جعلت حكومتى البلدين ومجتمعيهما يتمتان بقدر وافر من التجارب والدروس تجاه العلاقات الثنائية، وتعمق التفاهم إلى حد ما إزاء السياستين الداخلية والخارجية اللتين تنتهجهما الدولتان.
والكتاب يؤكد أن الصينيين يرون أن الولايات المتحدة تشكل أكبر تهديد للصين ولا تأمل الولايات المتحدة فى أن تصبح الصين دولة قوية كبرى، وتنتهج نحوها استراتيجية "الشقاق والتغريب" والتذرع بحقوق الإنسان والقوميات والأديان وغيرها من المشكلات الأخرى لتقويض دعائم الاستقرار الداخلى فى الصين، كما انها تمثل أكبر عقبة خارجية فى سبيل توحيد الصين.
ويؤكد المشاركون فى الكتاب أن الصينيين لم يعودوا يعلقون آمالا عريضة على دفع تحسين العلاقات الصينية – الأمريكية إلى الأمام، وفى الوقت نفسه لا يعتريهم القلق من تدهور تلك العلاقات بصورة خطيرة ويرى الشعب الصينى أن العلاقات الصينية – الأمريكية لن تكون سيئة جدًا ولا طيبة جدًا أيضًا.
ومن جانب آخر يؤكد الكتاب أن الأمريكيين يعرفون أنه من الصعب مقاومة تيار نهوض الصين وتحولها إلى دولة كبرى ويرى بعض الأمريكيين أن الصين تمثل تهديدًا استراتيجيًا للولاات المتحدة، بينما يرى بعضهم أن هناك فرصة لتطوير التعاون بين الدولتين حتى عندما تنشأ تحديات متزامنة بينهما.