حققت الكاتبة الإنجليزية الشهيرة جورج إليوت (1819- 1880) نجاحا كبيرا ومن رواياتها الشهيرة "دانيال ديروندا"، والتى نشرت لأول مرة فى عام 1876 وهى آخر رواية لها.وضمت الرواية مزيجًا من السخرية والتوعية الأخلاقية، كما أبدت تعاطفا ملموسا مع الصهيونية وأفكار الكابالا، مما أثار الجدل بين أوساط النقاد والروائيين آنذاك.
تم تصوير الرواية سينيمائيا ثلاث مرات: كانت الأولى من خلال فيلم صامت وعرضت مرتين كفيلم تليفزيونى، وتحولت إلى عمل مسرحى عرض على مسرح Theatre Company بمدينة مانشستر خلال فترة الستينيات من القرن العشرين.
تحتوى رواية "دانيال دروندا" على خطين رئيسيين للأحداث، تبدأ القصة من منتصف الأحداث فى أغسطس 1865 بلقاء دانييل دروندا وجونديلين هارلث فى مدينة ليوبرون (الخيالية) فى ألمانيا.
ويجد دانييل نفسه منجذبا إلى جوندلين الجميلة على الرغم من عنادها وأنانيتها. يشاهدها لأول مرة تلعب الوليت (نوع من ألعاب القمار) وقد خسرت الكثير من المال.
تتلقى جوندلين فى اليوم التالى رسالة من والدتها تطالبها بالعودة إلى إنجلترا على الفور بعد الخسارة المالية الكبيرة لعائلتها، أملا منها فى الحصول على بعض المال، ترهن جونلدين قلادتها وتعود لتلعب الروليت من جديد.
وعلى الرغم من خسارتها للمرة الثانية، فقد أعاد لها أحد الحراس قلادتها، والتى علمت فيما بعد أن دانييال دروندا هو الذى استردها، فى هذه النقطة تتوقف القصة وتعود بالقارئ إلى الوراء لتحكى تاريخ دانيال دروندا وجونلدين هارلث كلا على حدة.
وتعود أحداث الرواية إلى الوقت الحاضر بعودة جونديلين من ألمانيا فى سبتمبر 1865 بعد الخسارة المالية التى أصابت عائلتها، ورفضت جونلدين العمل كمربية منزل اعتقادا منها بأن الزواج هو الطريقة الأضمن لتحقيق الأمان المادى للمرأة، ونظرا لعدم امتلاكها الموهبة الكافية، لم تستطع جوندلين الغناء أو العمل فى المسرح لهذا السبب، تزوجت جونلدين من السيد جراندكورت لتنقذ عائلتها من الخسارة المادية على الرغم من أنها وعدت السيدة جلايشر بأنها لن تتزوج من جراندكورت لكنها تحت الضغوط المادية أخلفت وعدها.
من جهة أخرى، تعرف ديروندا أثناء بحثه عن عائلة ميرا على رجل يهودى يدعى موردخاى، كان موردخاى يريد بأن يكون لليهود وطن يجمعهم، وطلب من دروندا ان يصبح خليفة له فى هذا المشوار وان يدافع عن قضايا اليهود، وعلى الرغم من انجذابه الواضح لمردخاى إلا أن دروندا تردد كثيرا فى اتباع منهجه لكونه غير يهودى ولأن هذه القضية لا تعنيه شخصيا، اكتشف فيما بعد أن موردخاى هو عزرا الأخ الذى تبحث عنه ميرا طوال هذه السنوات وأن والدتها قد توفيت منذ سنين.