أثار فيل أبرهة فى الآونة الأخيرة العديد من الجدل، فمنذ أيام رفض الباحث العراقى فاضل الربيعى أن يكون أبرهة الحبشى قد توجه أساسا لهدم الكعبة المشرفة، وبعدها تفاجأ بعض المؤمنين بأن أبرهة قد توجه إلى مكة بأن الفيل الذى يرد فى القرآن اسمه "محمود" كأنهم يسمعونها للمرة الأولى مع أن كتب التراث الإسلامى ذكرت اسمه كلما ذكرت القصة.. فكيف ذلك؟
يحكى ابن كثير فى (تفسير القرآن العظيم) عن فيل أبرهة الذى كان فى مقدمة جيش ملك الحبشة لهدم الكعبة لكنه عندما وصل إلى هناك رفض هدم المبنى المقدس "فتأهب أبرهة لذلك، وصار فى جيش كثيف عرمرم; لئلا يصده أحد عنه، واستصحب معه فيلا عظيما كبير الجثة لم ير مثله، يقال له محمود، وكان قد بعثه إليه النجاشى ملك الحبشة لذلك. ويقال: كان معه أيضا ثمانية أفيال. وقيل: اثنا عشر فيلا. وقيل غيره، والله أعلم. يعنى ليهدم به الكعبة بأن يجعل السلاسل فى الأركان، وتوضع فى عنق الفيل، ثم يزجر ليلقى الحائط جملة واحدة. فلما سمعت العرب بمسيره أعظموا ذلك جدا، ورأوا أن حقا عليهم المحاجبة دون البيت، ورد من أراده بكيد".
ويقول القرطبى فى تفسيره فى الجزء العشرين: "فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله، وعبأ جيشه، وكان اسم الفيل محمودا، وأبرهة مجمع لهدم البيت، ثم الانصراف إلى اليمن، فلما وجهوا الفيل إلى مكة، أقبل نفيل بن حبيب، حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه فقال له: ابرك محمود، وارجع راشدا من حيث جئت، فإنك فى بلد الله الحرام. ثم أرسل أذنه، فبرك الفيل. وخرج نفيل بن حبيب يشتد، حتى أصعد فى الجبل. وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا فى رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى، فأدخلوا".