"إن رغبتى فى أن أكون لطيفاً تسىء إلى دائماً فى الحياة".. من لا يعرف رواية الأخوة كارامازوف لـ دوستويفسكى (1898 – 1975) التى حققت نجاحا كبيرا وتحولت إلى أعمال درامية عديدة فى كل بلاد العالم تقريبا، إنها الأكثر جدلاً والأكثر تأثيراً فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر بل الأدب العالمى ككل عبر التاريخ.
وتعتبر هذه الرواية آخر رواية للكاتب فيودور دوستويفسكى، حيث قرر بعد وفاة ابنه ألكسى بنوبة صرع أن يبحث عن مخرج لمأساته فلم يكن هذا المخرج سوى عمل ضخم ينهى به حياته الأدبية - وقد توفى تاركاً نهايته مفتوحة - فقرر فى ديسمبر سنة 1877 أن يتوقف عن فعل أى شيء غير الكتابة.
اهتم بجمع الملاحظات والمذكرات التى تكون مادة روايته الجديدة، يقول: فى مارس سنة 1878، لقد تصورت وسأبدأ قريباً رواية كبيرة يكون بين الشخصيات الأخرى الكثير من الأطفال"، وافتتح مفكرته لهذا البحث بمعرفة إمكانية البقاء مستلقياً على الخط الحديدى بينما يمر أحد القطارات فوقك بأقصى سرعة" وهكذا وفى غضون ثلاث سنوات تخرج رواية كارامازوف للوجود، ولم يرغب دوستويفسكى إلا أن يهز كل البرك الراكدة بهذا العمل الذى يبدو بسيطاً لكنها البساطة التى تعصف بتفكيرك وتجعله يواجه بتحد واضح فكر دوستويفسكى، فهو القائل متحدياً قراءه "أما أنا، فلم أفعل فى حياتى سوى دفعى الى الحد الأقصى ما لم تجرؤوا أنتم أن تدفعوه إلا إلى النصف".
تبدأ الرواية بسرد قصة أسرة صغيرة بمدينة بالأرياف، فالأب فظ كاذب مهرج وشهوانى، يمثل الجانب الشيطانيى من الإنسانية، ينجب من زوجته الأولى والتى تفوقه قوة ابنه ديمترى وهو يمثل الشيزوفرينيا الإنسانية، ثم ينج الأب من زوجته الثانية الهستيرية بطفلين ايفان الفيلسوف المثقف الوجود، وألكسى البراءة والطيبة، وبسبب هذا الاختلاف يبدأ الصراع.