اكتشف العلماء عشرات الألواح "الملعونة" من الرصاص فى بئر قديمة فى أثينا، حيث نقشت الألواح الصغيرة بلعنات قديمة "تستدعى آلهة العالم السفلى، وعثر على 30 لوحة من الرصاص فى البئر اليونانية القديمة، التى يعود تاريخها إلى 2500 عام، والواقعة فى منطقة كيراميكوس، التى كانت بمثابة أرض الدفن الرئيسية فى أثينا فى العصور القديمة.
وكانت اللعنات عبارة عن "نصوص طقوسية" تهدف إلى إلحاق الأذى بالآخرين، وفقًا لصحيفة "هآرتس"، وقال الدكتور جوتا ستروسزيك، من معهد الآثار الألمانى فى أثينا: "الشخص الذى طلب لعنة لم يذكر اسمه، بل ذكر اسم المتلقى فقط".
ووقع التنقيب عن البئر لأول مرة فى عام 2016، أثناء عملية حفر لفحص إمدادات المياه إلى حمام بالقرب من بوابة مدينة دبلون.
وعثر علماء الآثار على مجموعة من المصنوعات اليدوية داخل البئر، بما فى ذلك أكواب وأوعية لخلط النبيذ ومصابيح الطين وأوانى الطهي والعملات المعدنية وصندوق خشبى للحلى، لكن الاكتشافات الأكثر إثارة هى 30 لوحة "لعنات"، مصنوعة جميعها من الرصاص، والتى من شأنها أن تسمم الماء.
وكانت ممارسة ما يسمى "الفنون السوداء" مرفوضة فى أثينا آنذاك، وتحظر قوانين الدفن وضع الشعوذات فى المقابر، وهذا يعنى أن أي شخص يرغب فى استدعاء اللعنات سيحتاج إلى إيجاد طرق أخرى، حسب ما ذكر موقع "RT" و"ذا صن"، وأشار الدكتور ستروسزيك إلى أن إحدى الاستراتيجيات للقيام بذلك، كانت رمى الألواح الملعونة فى الآبار، كما عثر علماء الآثار أيضًا فى أعماق البئر، التى يبلغ عمقها 10 أمتار، على مكان مدمج مشيد من الحجر الجيرى يصل ارتفاعه إلى متر واحد، وكان مصممًا خصيصًا لحورية الماء.
ويقول الدكتور ستروسزيك: "الماء، وخصوصا مياه الشرب، كان مقدسًا، وفى الديانة اليونانية، كانت المياه محمية من قبل الحوريات، اللائى يمكن أن يصبحن مؤذيات للغاية عندما يتم التعامل مع مياههم بشكل سيء، ولإرضاء هذه الحوريات، ألقى القدماء الهدايا فى الماء مثل الأوعية الصغيرة التيى تحتوى على المشروبات وغيرها، وكان يعتقد أن المياه توفر الوصول إلى العالم السفلى، ومن خلال رمي اللعنات فى البئر، سيصبح ذلك العالم نشطا.