يحتفل أعداد من البوذيين في شرق آسيا بيوم النيرفانا في الثامن من فبراير من كل عام، هو اليوم الذى يحتفل به آخرون في نفس القارة في الخامس عشر من فبراير، حيث يعتقدون فى هذا اليوم أن بوذا وصل فيه إلى بارينيرفانا (النيرفانا الكاملة)، يحتفل البوذيون عادة بذكرى وفاة بوذا لأنهم يعتقدون بأنه قد تخلص بموته من عذاب الحياة الجسدية.
وبعيدا عن الاحتفال بالعيد البوذى المقدس في الديانة الشرقية القديمة، هناك من يجد بعض التشابه في الاعتقاد الدينى بين شخصيتى بوذا مؤسس البوذية ويسوع المسيح ابن مريم، رسول المسيحية في الإسلام والمخلص في المسيحية، فهل هناك تشابه كبيرة بين العقيدة المسيحية والبوذية، بين الشخصيتين التاريخيتين؟
بحسب دراسة للباحث وليد يوسف عطو، نشرت بمجلة "الحوار المتمدن" بعنوان "تشابه فكرة المنقذ بين الديانات": "يقول البوذيون إن بوذا تجسد بواسطة حلول روح القدس على العذراء ماريا، وكذلك الأمر مع المسيح، حيث تجسد الروح القدس على العذراء مريم، وتقول الرواية البوذية أنه ظهر نجم في السماء ورتلت الملائكة اناشيد السلام واحتفلت بقدومه، وتكلم بوذا وهو في المهد، وعند قدومه شفى الابرص وتكلم الأخرس".
ويذكر الدكتور عبد العزيز الزكى في كتابه "قصة بوذا" فإن زعيم سودوهودانا من أبنة زعيم قبيلة كولى، إلا أنهما لم ينجبا أطفالا مما أحزن قلب زعيم سودهودانا، خصوصا أن هذه القبائل في هذا الوقت كانت تعتقد أن حالة الإنسان في حياته التالية بعد الموت، تتوقف على العشائر التي يقيمها له من يخلفه في الزعامة، وأن أبر فرد للزعيم هو الابن.
ولكن حدث أن أتته زوجته مايا، وكانت في الخامسة والأربعين، وأخبرته بأنها بعد أن صامت سبعة أيام حلمت حلما غريبا، وهو أن الملائكة صعدت بها في أعنان السماء وأن فيلا أبيض اللون، متناسق التكوين، بديع المنظر رأسه تلمح كالزمرد، وأنيابه ذهبية، ومسلح بأسلحة ست دخل رحمها من جانب الأيمن، فاستدعى سودهودانا الكهنة والعرافيين، وطلب منهم تفسير هذا الحلم، فأخبروه بأن زوجته ستلد له ولدا عظيم الشأن، لأن الكتب المقدسة تذكر أن الرجل العظيم سوف يتسرب إلى رحم أمه في شكل فيل يتصف بمثل هذا الصفات.
وبالفعل حملت مايا، وخلال أشهر الحمل الأخيرة طلبت أن تسافر لتلد في قبيلتها، لكن مخاض الولادة جائها في الطريق، فاضطرت أن تضع وليدها تحت شجرة سال في بستان لومبينى، ويقال أن الشجرة انحنت لتظلها، وأتت الملائكة لتساعدها، وعندماا وضعت خطا الوليد إلى الأمام سبع خطوات، وصاح قائلا: "إننى سيد الكون، إن هذه الحياة آخر حياة لى".
وهى القصة التي تتشابه إلى حد كبير مع ما يعتقده "الإبراهيميون" في ميلاد المسيح، الذى تسلل إلى رحم أمه العذراء، وولد تحت شجرة، وجاءت الملائكة لمساعدة أمة العذراء العظيمة مريم، وتكلم هو في المهد صبيا.
اعتقاد آخر يعتقده اتباع بوذا بأن "بوذا" ليس وحده المخلص ورسول الحق في العالم، فسوف يظهر بوذا منتظر ثاني وثالث حاملين الانوار لإرشاد العالم الى طريق الحق، ولابد من مرور فترة طويلة بين ظهور منقذ منتظر وآخر.
ويعتقد البوذيون أنه كان هناك على الأقل ستة أشخاص يسمون بوذا قبل غوتاما، بل يزعمون أن هناك بوذا آخر اسمه مايتريا سيظهر في المستقبل، وتقول الأسطورة إن روح بوذا خالدة خلود الدهر، وهي تتمثل في الدلاي لاما.
وهو أيضا ما يتشابه إلى حد كبير في الاعتقاد المسيحى بأن المسيح لم يصلب كما جاء في الإسلام، وأنه مخلد، وأنه جاء إلى العالم لخلص البشر من الخطيئة الأولى، وأفتدى بروحه الطاهرة العالمين.