يتمنى العالم كله أن تنجو الصين مما بها وأن تستطيع السيطرة على فيروس كورونا الذى راح ينتشر بدءا من إقليم ووهان ويسعى لإصابة وقتل المرضى، والصين بلد قديم تمتد حضارته لآلاف السنين مرت عليه نظم وسياسات مختلفة عبر تاريخه ومن ذلك ما يذكره كتاب "تاريخ الصين.. منذ ما قبل التاريخ حتى القرن العشرين" تأليف هيلدا هوخام والذى صدرت تر جمته عن المركز القومى للترجمة وقام بها أشر ف محمد كيلانى.
يقول الكتاب تميزت الحضارة الصينية عن غيرها من الحضارات التى عرفها العالم عبر تاريخه بتواصلها لأكثر من أربعة آلاف سنة، وهى محتفظة بعاداتها وتقاليدها وقوانينها ولغتها حتى ملابس أهلها؛ حتى اعتبرها المؤرخون والباحثون نظامًا من أكثر النظم الحضارية تكاملاً على مر العصور. كما تميزت الحضارة الصينية بثقافة عالية جعلت الصينيين يتفوقون على معاصريهم من الآسيويين فى مجالات الفنون والسياسة والحكمة والفلسفة وحسن التدبير.
ومن المراحل الزمنية التى توقف عندها الكتاب فى تاريخ الصين مرحلة المغول يقول "كانت هناك حالة حرب مزمنة شمال السور العظيم فى القرنيين الحادى عشر والثانى عشر بين قبائل البدو الفرسان الذين حلوا محل "الهون" السابقين، وكانت بعض هذه القبائل تعرف بالتتار والبعض منها بالأتراك وكان هناك الكثير من القبائل الأخرى وحدث أن أطلقت عليهم هذه الأسماء كاسم المغول بشكل جماعى ولم يكن هناك أى حكم موحد وكانت الصراعات بينهم لا تتوقف.
ويخبرنا "التاريخ السرى للمغول" وهو وصف معاصر كتبه أو أملاه ضابط مغولى على ضفاف نهر كيروان بأن "السماوات المزدانة بالنجوم أسقطت/ الناس يحاولون جاهدين قتل بعضهم البعض/ فلا وجود للسلام فى أى مكان/ وعندما يكافح الجميع سعيا وراء الكسب/ يكون العالم الواسع بأسره ممزقا/ لأن الناس يحاولون جاهدين قتل بعضهم البعض".
وفى زمن التتار اختفى التضامن القديم بين العشائر حتى أنه لم يكن من الممكن الوثوق حتى بالأقرباء، ولم تعد هذه الشعائر قادرة على الدفاع عن نفسها ضد القبائل المنافسة.
ولم تفلح محاولة خابول خان، أحد قادة المغول فى القرن الثانى عشر فى توحيد القبائل، حتى ولد جنيكيز خان الذى نجح أخيرا فى هذه المهمة عام 1155 فى أسرة "يسو كاى باتوو" أحد أحفاد خابول خان.