جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر فى عام 1798 يقودها الجنرال نابليون المثقل بأحلامه والممتلئ بالتصورات عن الشرق، وكان ضمن هذه التصورات ما يتعلق بالنساء.
تقول كتب التاريخ: "عرض على نابليون 6 فتيايات فاختار أقلهن وزنا وأطولهن قامة وأخفهن رائحة" فكانت زينب ابنة الشيخ البكرى، مع العلم بأن الكثیر من النساء قلدن "نساء الفرنسیس" ومعظمھن من الفاسقات الفاجرات المتھتكات بحسب وصف الجبرتي، ولم یذكر اسما سوى اثنتین "زینب البكریة وھوى".
زينب البكرى
زینب البكرى سلیلة عائلة من أشراف مصر، عندما فر الشیخ عمر مكرم ھاربًا بعد مقاومته الشدیدة للفرنسیین، وجدھا الشیخ خلیل البكرى فرصة ذھبیة فتقرب إلى نابلیون بونابرت وكان ندیمه فى شرب الكأس وأھدى نابلیون خادمه "رستم زاده" الذى أخذه نابلیون معه فى رحلة سفره سرًا إلى فرنسا، كما كان الوحید الذى ظل معه حتى لفظ نابلیون أنفاسه الأخیرة فى جزیرة سانت ھیلانة.
لم تكن زينب البكرى تكمل ستة عشر عامًا من عمرها، یقول بعض المؤرخین إن زینب "فُتنت" بالغازى ندیم أبیھا والضیف الدائم في منزلھم والذى وضعه عنوة فى منصب نقیب الأشراف، وأنھا تسللت لیلا بعلم الوالد إلى مخدع نابلیون، ویقول آخرون، إنھ بعد ھروب جوزفین عشیقة نابلیون إلى فرنسا كان حزینا مكتئبا فأراد قواده الترفیه عنھ فقدموا له "ست" فتیات من أجمل بنات الأعیان فى مصر منھم زینب البكریة وھى التى اختارھا نابلیون لطول قامتھا وقلة حجمھا مقارنة بالأخریات، ویؤكد الجبرتى أن زینب عاشرت نابلیون ولكنه لم یحدد المدة الزمنیة بینما یقول بعض المؤرخين أنھا كانت عشیقته للیلة واحدة فقط، وأن نابلیون كان یكره رائحتھا الثقیلة على أنفه، وعندما ھرب سرا، صارت زینب ترافق العدید من قواد الجیش الفرنسى وتشرب معھم الخمر وكما قال الجبرتى صارت تلبس الفستانات وتسیر مكشوفة بین الناس، وبمجرد خروج آخر جندى فرنسى فتك بھا المصریون فى محاكمة علنیة وعقاب جماعى.
كتب الجبرتى يصف موتها فيقول: "وفى يوم الثلاثاء رابع عشرينة طلبت ابنة الشيخ البكري، وكانت ممن تبرج مع الفرنسيين بمعينين من طرف الوزير فحضروا إلى دار أمها بالجوديرية بعد المغرب وأحضروا والدها فسألوها عما كانت تفعل، فقالت تبت من ذلك، فقالوا لوالدها ما تقول أنت فقال إنى بريء منها فكسروا رقبتها" ولكن خطاب باكثير قدم شخصية زينب بصفتها (الوطنية الواعية العاقلة) معتمدًا على أن الجبرتى "لم يذكر أنها كانت عشيقة لنابليون ولكنها الشائعات التى ربطت بينها وبين نابليون لصلة والدها الشيخ خليل البكري".
امرأة تسمى هوى
أما "ھوى" المرأة المصریة التى كانت زوجة أحد عساكر الإنكشاریة العثمانیة الذى تركھا وھرب إلى الصعید مع الجنود المھزومة مع مراد بك وإبراھیم بك المملوكین، وتركھا مریضة بالحمى، وعندما ھجم جنود الفرنسیین على بیوت الممالیك والعثمانین ضربوا المرأة المریضة الوحیدة، وتعاطف معھا أحدھم ومنع زملاءه من الفتك بھا، وعاد إلیھا فى الیوم التالى یحمل طعاما والكثیر من الرفق والأمان، وطوال ثلاث سنوات عاشت "ھوى" مع رفیقھا الفرنسى الذى رفض أن تصحبه إلى حیث یمضى، وعندما عاد الزوج وعلم ما كان من سیرة زوجته لم یلم نفسه ولم یرحمھا وفى الصباح بینما تغرق فى النوم والأمان المخادع ھجم علیھا وقضم رقبتھا.