يهتم الباحث العراقى خزعل الماجدى بالبحث فى تاريخ الأديان، ومن ذلك ما قدمه فى كتابه المهم "كشف الحلقة المفقودة.. بين أديان التعدد والتوحيد" والصادر عن المركز الثقافى العربى.
ومن أشكال العبادات الهلنستية التى توقف عندها الكتاب "عبادة الملوك" ويقول فى الكتاب: "عرف المصريون تأليه الملوك الفراعنه وعبدوهم جنبا إلى جنب مع الآلهة المعروفين فى الدين المصرى، فقد كان الفرعون المصرى ابن لإله رع (وليس ممثلا عن الإله رع) وكان ل شكل أرضى أثناء الحياة هو الملك حور (حورس) إله الشمس، وشكل أخروى بعد الموت هو أوزيرس إله الدوات (العالم الأسفل) الذى يحكم الموتى".
وكلمة فرعون تصحيف عبرى للكلمة المصرية القديمة (فيرا – أ) أو (بير –أ) التى تعنى البيت العظيم، وهو المكان الذى يعيش فيه الرعية ويلجأون إليه، وكان المعنى العميق لهذه الكلمة هو (الذى يعيش فيه الناس) أو (العالم) أو (الكون)، ويأتى هذا التفسير معززا لفكرة الألوهية التى ارتبطت بالفرعون.
ويرى والس بدج أن الملك كان منحدرا من إله حكيم على الأرض فهو إله بالرغم من أن له جسما من لحم ودم. وكانت أعمال ومشيئة وأفكار الفرعون هى أعمال ومشيئة وأفكار الإله وكان يحضر مراسيم تقديم القرابين كإله، بل إن بعض الفراعنة مثل أمنحوتب الثالث بنو لنفسهم ولزوجاتهم معابد كانوا يتعبدون أنفسهم فيها.
أما الإغريق فلم يعرفوا تأليه الملوك أو عبادتهم على الإطلاق ولم تكن حادثة رفع الإسكندر إلى مصاف الآلهة من قبل العصبة الكورنثية إلا حادثة سياسية ولم تتم عبادة الإسكندر رسميا ولم تنصب له المعابد وكانت نوعا من السياسة أكثر منها عبادة دينية رغم أنها جاءت بعد حادثة رفعه كإله فى مصر.
بدأت عبادة الملوك الهلنستية منذ الإسكندر المقدونى وفى مصر وقد اتخذت اتجاهين مختلفين الأول تأليه الإغريق على الطريقة المصرية وعبادتهم كفراعنة جدد وبطقوس مصرية قديمة معروفة، والثانى تأليه الملوك الإغريق على أساس إغريقى، وجعلهم ينتسبون إلى الآلهة الإغريقية على أساس أن هناك بعض آلهة الملوك الإغريق من أصل إلهي.