هارى مارتنسون كاتب وشاعر وبحار سويدى، رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 11 فبراير من عام 1978م، ووقد ولد في 6 مايو 1904م، مر خلال حياته بعدة محطات، كانت البداية عندما فقد والديه وهو في سن مبكرة، وتم وضعه فى ملجأ بالريف السويدى، وهو فى السادسة عشرة من عمره.
لكن مارتينسون هرب وقضى على سفينة عدة سنوات يبحر فى جميع أنحاء العالم وزار دولًا منها البرازيل والهند، وبعد بضع سنوات أجبرته مشاكل الرئة على الإقامة فى الشاطئ فى السويد، حيث كان يتجول دون عمل ثابت، وأحيانًا كان يعيش مشردًا على الطرق الريفية.
وعندما بلغ الـ 21 عاما، ألقى القبض عليه بتهمة التشرد فى حديقة، ولكن في عام 1929 ، ظهر لأول مرة كشاعر، وقام بتأليف مختارات فيم أونجا (خمسة شباب)، التى قدمت الحداثة السويدية، ويجمع شعره الذى يتميز بالابتكار اللغوى والاستخدام المتكرر للاستعارات، بين العين الحادة للطبيعة وحبها، والإنسانية المحسوسة بعمق.
وجاء نجاحه المشهور كروائى فى عام 1935م، حول الصعوبات التى واجهها صبى صغير فى الريف، وقد ترجم منذ ذلك الحين إلى أكثر من ثلاثين لغة، ولاقت رواية "الطريق" نجاحًا كبيرًا آخر، وفى عام 1949 أصبح مارتينسون أول كاتب بروليتارى ينتخب عضوًا فى الأكاديمية السويدية.
في عام 1974م، حصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1974م مع زميله السويدى إفيند جونسون "عن كتاباته التى التقطت الندى وتعكس الكون"، وكان الاختيار المشترك بينهما، مثيراً للجدل حيث كان كلاهما عضوًا فى الأكاديمية السويدية.
ونظرًا لأنه كان شخصية حساسة وجد مارتينسون صعوبة فى التغلب على النقد بعد منحه جائزة نوبل، وانتحر فى 11 فبراير 1978م في مستشفى جامعة كارولينسكا فى ستوكهولم من خلال قطع بطنه بالمقص.