نعرف السياسية أونج سان تشى، رئيسة وزراء بورما الحالية، والتى حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1991، وتتعرض مؤخرا لانتقاد عالمي بسبب ما يحدث فى بلادها من انتهاك لحقوق أقلية الروهيجينا هناك، لكننا لا نعرف أنه تم حظر كتابها "رسائل من بروما" عام 1989.
و ترصد أونج من خلال الكتاب صورة حية ومؤثرة عن بورما، وبحسب ما ذكر موقع stylist.co.uk، فإن الفصول القصيرة التي تصورالحياة اليومية في بورما بما فيها من انتهاكات سياسة وانتهاكات أيضا لحقوق الإنسان، تم حظرها في بورما على الرغم من أنه كان متاحا قراءته على نطاق واسع فى أي مكان آخرحول العالم.
ومن أجواء الكتاب: "النظر إلى المعارضة على أنها خطرة هو إساءة فهم للمفاهيم الأساسية للديمقراطية، لقمع المعارضة هو الاعتداء على أساس الديمقراطية ذاته"
وقامت أونج سان تشى، في كتابها، بالاحتفال بضباط الجيش الشجعان والأكاديميين والممثلين والأشخاص العاديين الذين دعموا الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية ، وغالبًا ما يتعرضون لخطركبيرعلى حياتهم، تكتشف أونج سان تشى، مدى تأثير القرارات السياسية على أهل بورما، بداية من التكلفة الباهظة التي تصدرعلى الأطفال الذين يريدون رؤية أبائهم المعارضين المسجونين - المسموح لهم برؤيتهم لمدة خمسة عشر دقيقة فقط كل أسبوعين - إلى تأثير التضخم على النظام الغذائى الوطنى وقمع الدولة على تقاليد الضيافة، كما تستحضر جمال مواسم البلاد ومناظرها الطبيعية وعاداتها واحتفالاتها التى لا تزال قريبة جدًا من قلبها.
عادت أون سان سو تشى إلى بورما للمرة الأولى لمساندة والتها المريضة وقتها وعادت بعدها مرة أخرى لمساندة الحركة الديموقراطية بالبلد. وكان لقاؤها الأخير بزوجها أريس في إجازة عيد الميلاد سنة 1995م فقد ظلت أون سان سو تشي في بورما ومنعتها الحكومة البورمية من لقاء زوجها برفض إعطائه أي تصريح لدخول البلاد.
وفي عام 1997م تم تشخيص السيد أريس وإبلاغه بإصابته بسرطان البروستاتا ورغم مناشدة شخصيات بارزة مثل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والبابا يوحنا بولس الثانى للحكومة البورمية بالسماح للسيد أريس بدخول الأراضى البورمية إلا أن الحكومة البورمية رفضت مطالبهم بحجة أنها لا تريد تحمل مسؤولية صحته وليس لديها مرافق صحية ممتازة قادرة على رعايته، وبدلاً من ذلك حثت الحكومة البورمية أون سان سو تشى لمغادرة البلاد لزيارته وكانت وقت ذاك تحت الإقامة الجبرية المؤقتة ولكن أون سان سو تشي لم ترغب بالخروج من الأراضي البورمية خوفاً من منعها من العودة بعد ذلك من قبل المجلس العسكرى.