يؤمن المسلمون بوجود الجحيم ويعرفون أن جهنم مصير الخاطئين ومرتكبى الآثام، وقد ورد ذكرها فى القرآن الكريم والتراث الإسلامى بصور عدة كلها تضيف إلى بعضها لتتقدم فى النهاية صورة "مخيفة"، وارتبط وصفها بعدد من الأرقام المهمة التى تقرب للأفهام تصوراتنا عن الجحيم.
اشتعالها لـ 3 آلاف سنة
عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهى سوداء مظلمة" .
99% يدخلون النار
فى الحديث الشريف الذى رواه البخارى (يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير فى يديك، ثم يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد. فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجل. ثم قال: والذى نفسى بيده، إنى لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة. قال: فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال: والذى نفسى بيده إنى لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إنّ مثلكم فى الأمم كمثل الشعرة البيضاء فى جلد الثور الأسود، أو كالرقمة فى ذراع الحمار).
19 ملكا خازنا للجحيم
ذكر الله تعالى فى كتابه الكريم أنَّ من يَحرس جهنّم هم ملائكةٌ غلاظٌ شِداد، يفعلون ما يأمرهم به الله تعالى ولا يعصونه، قال تعالى: (عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) سورة التحريم، ويقال فى وصف حرّاس جهنم أنّ رؤوسهم فى السماء وأرجلهم فى الأرض وفى أيديهم مقامعٌ من حديدٍ كالشعبة التى لها رأسان، فكلما حاول أحدهم أنْ يَهرب من جهنم أُعيد بالمقامع إليها، ليستمر فى عذابها.
ويبلغ عدد خزنة جهنم كما ورد فى القرآن الكريم 19 خازنا ورئيسهم هو مالك، وورد فى سورة المدثر (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ، لَا تُبْقِى وَلَا تَذَرُ، لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ، عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) سورة المدثر.
7عدد أبواب جهنم
جهنم لها 7 أبواب، يعنى لها سبع طبقات، وأخذ ابن جريح أسماء طبقات النار من أسمائها الواردة فى القرآن، وهى (جهنم، لظى، الحطمة، السعير، سقر، الجحيم، الهاوية).
ويقول عدد من المفسرين إن لجهنم سبع طبقات، ينزلها مستحقّوها بحسب مراتبهم فى الضلال، ويقول آخرون سبعة أبواب، يعنى سبعة طبقات، بعضها فوق بعض، تسمى دركات، ودليل ذلك قول الله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ).
وصف الله أبواب جهنم بأنها تغلق على أهلها يوم القيامة، فقد قال تعالى: (عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ) حيث قال مجاهد "هى بلغة قريش، أصد الباب: أغلقه"، وقال مقاتل: "يعنى أبوابها مطبقة عليهم، فلا يفتح لها باب، ولا يخرج منها غم، ولا يدخل فيها روح، آخر الأبد".
جهنم لها 70 ألف زمام
وقد وصف النبى، صلى الله عليه وسلم، مجيء النّار الوارد فى قوله تعالى: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) بقوله: (يُؤْتَى بجَهَنَّمَ يَومَئذٍ لها سَبْعُونَ ألْفَ زِمامٍ، مع كُلِّ زِمامٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها) وهذا يدلّ على عِظَم هذا المخلوق الرهيب الذى احتاج إلى هذا العدد الكبير من الملائكة الأشدّاء الأقوياء الذين لا يعلم مدى قوّتهم إلا الله سبحانه وتعالى.