صدر حديثًا عن دار الآن ناشرون وموزعون، مجموعة قصصية بعنوان "فتاة المعطف" للقاصة الأردنية امتنان الصمادى، والتي تضم قصص قصيرة وقصيرة جداً، حيث تتناول تفاصيل حياة المرأة وهمومها وهواجسها ولحظاتها النفسية وانفعالات الأمومة لديها، والتحولات التاريخية في حياه المرأة.
والمجموعة تشتمل في موضوعاتها وتقنياتها على صور لمعاناة المرأة وواقعها وسعيها للتخلص من الدائرة الضيقة التي حُبست فيها من خلال عدد من الحكايات التي اختارتها القاصة لتصور المناخات المحيطة بالمرأة.
ومن مناخات القصص القصيرة جداً: "أمام إشارة المرور الأخيرة قبل المفترق المؤدى إلى المطار، فى السيارة، وعلى ضفاف زمن ينتشى بالأزرق الصافى، لم تكن هناك مسافة تذكر بين قلبها ويده... كل الناس ينتظرون الإشارة الخضراء، إلا هى.. إذ لا تعلم تلك الإشارة أن قلباً مسكيناً سيتوقف عندما تتدفق هي بالأخضر".
وسبقت النصوص في المجموعة بدراستين نقديتين؛ الأولى بعنوان "الصورة السينمائية فى بنية القصة القصيرة جداً" للناقدة اليمنية آمنة يوسف، تناولت فيها نماذج مختارة من قصص "فتاة المعطف"، ومنها قصة "شهرة" التى وصفتها بـ"لقطة سينمائية مكثفة"، مضيفة أن هذه اللقطة انبنت من قلب الحدث العابر وكانت متخيلاً سردياً له إيقاعه المشهدى وحركته السينمائية ووحداته السردية.
أما الناقد الأردني الدكتور إبراهيم ملحم فتوقف فى قراءته للقصص القصيرة جداً عند الأنثوية الأمومية التى تحاول أن تنفلت من السلطة الذكورية التى تدجن المرأة بوصفها ربة البيت/ الأم النموذج لكل النساء، وترى أن حقيقتها المثالية تكون فى نطاق منزلى ضيق من الطهو والتنظيف والغسيل وإنجاب الأولاد، وهى بتلك الحقيقة، تحقق الذات والهوية فى نسق القبول بهيمنة الرجل والأمومة المربية.
يشار إلى أن القاصة أستاذ مشارك (الأدب العربي الحديث والمعاصر)، حاصلة على شهادة الدكتوراه الجامعة الأردنيّة- الأردن 2001، وهى عضو هيئة تدريس بقسم اللغة العربية فى الجامعة الأردنية منذ 2001. وتعمل حالياً عضو هيئة تدريس في جامعة قطر منذ 2012، عملت رئيسة تحرير مجلة أقلام جديدة الجامعة الأردنية، ومساعدة عميد شؤون الطلبة الجامعة الأردنية، ورئيسة دائرة العلوم الإنسانية مدرسة اليوبيل للموهوبين- الأردن.