تمر اليوم الذكرى الـ1090، على قيام الخليفة العزيز بالله الفاطمي يقضي على فتنة القرامطة وأفتكين في الشام ويوطد حكم الفاطميين في بلاد الشام التي أصبحت ولاية فاطمية حاضرتها دمشق، في 15 فبراير عام 930 م.. وخلال السطور التالية نوضح بعض المعلومات عن القرامطة.
س/ من هم القرامطة؟
ج: القرامطة جمع مفردة قرمطي، وهو اسم عرف به أتباع فرع من الإسماعيليين في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي. هذا الاسم أصلاً ينطبق مبدئياً على أولئك الإسماعيليين الذين قبلوا دعوة حمدان قرمط بن الأشعث القائد الرئيسي للدعوة الإسماعيلية في سواد الكوفة (الريف المحيط بالكوفة) وأجزاء أخرى من جنوب العراق.
س/ متى ظهرت القرامطة؟
ج: كان قرامطة جنوب العراق وأماكن أخرى في البداية جزءاً من الجماعة الإسماعيلية العامة في ذلك الوقت. ولا نعرف إلا القليل عن تاريخ الإسماعيلية والجماعات الموالية لها المبكر، ولكننا نعرف على الأقل أن جماعتين ظهرتا من بقية الإمامية في الكوفة عقب وفاة الإمام جعفر الصادق 148هـ 765م، وفي غياب المصادر التي يمكن الاعتماد عليها فإن تاريخ الإسماعيليين في القرن التالي مغمور بالسرية.
س/ متى بدأ القرامطة دعوتهم؟
ج: بدأت الدعوة في أقاليم أخرى إلى جانب وجودها في العراق حوالي عام 260 هـ 870م ظهرت الدعوة في جنوب إيران وكانت كما يبدو تحت عناية القادة القرامطة في العراق. فأبو سعيد الجنابي (907) الذي درّبه عبدان كان ناشطاً في بداياته في جنوب إيران ونجح نجاحاً عظيماً (مادلونغ 1983).
س/ ما هو معنى كلمة قرامطة؟
ج: اكتسب القرامطة اسمهم بهذا الاسم لأنهم كانوا يقرمطون (أي يعبسون)، كما ذكر البغدادي في كتابه "الفرق بين الفرق" وتنسب القرامطة إلى حمدان قرمط لقب بذلك لقرمطة في خطه أو في خطوه، وكان في ابتداء أمره أكارا من أكرة سواد الكوفة وإليه تنسب القرامطة.
س/ ما سبب خلاف القرامطة مع الدولة الفاطمية في مصر؟
ج: بدأت العلاقة بين القرامطة والفاطميين بهجرة بعض القبائل العربية التي اتبعت دعوة القرامطة إلى مصر، بدأ الفاطميون بمحاربة القرامطة، بعد أن انتزع القرامطة الحجر الأسود من الكعبة، وأرسل الخليفة الفاطمي المهدي العلوي رسالة تهديد إلى أبو طاهر القرمطى يأمره برد الحجر الأسود إلى الكعبة، ويحذره أنه إن لم يرد أموال أهل مكة التي سرقها وإرجاع الحجر الأسود إلى مكانه، فإنه سيأتيه بجيش لاقِبل له بهم، أذعن القرامطة للتهديد، وأعادوا موسم الحج، بعد تعطيله لمدة تقارب الإثنين وعشرين سنة.
س/ كيف كانت نهاية القرامطة؟
ج: في عام 931 م سلم أبو طاهر الجنابي -وهو قائد القرامطة في البحرين- زمام الدولة في البحرين إلى شاب فارسي كان قد رأى فيه المهدي المنتظر، لكن ثبت أن ذلك القرار كان مدمرا بالنسبة للحركة القرمطية، فقد أقدم ذلك الشاب على إعدام بعض أعيان دولة البحرين حتى وصل الأمر إلى سب محمد والأنبياء الآخرين الأمر الذي هز القرامطة والمجتمع الإسلامي ككل مما اضطر أبا طاهر للاعتراف أنه قد خدع وأن هذا الشخص دجال وأمر بقتله، لم تدم زعامة الشاب الفارسي إلا 80 يوماً إلا أنها أضعفت نفوذ القرامطة وكانت إيذانا ببداية نهاية دولتهم.