وصف بأنه حامل راية التنوير في الأزهر الشريف، وشيخه المستنير، المجدد رافع راية الإصلاح الدينى، وأستاذ أجيال من كبار المفكرين والفلاسفة في كل الجامعات العربية، هو الشيخ والمفكر الراحل مصطفى عبد الرازق، الذى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ73، إذ رحل فى 15 فبراير عام 1947، عن عمر ناهز حينها 62 عاما.
ونسب إلى عبد الرازق جهوده الكبيرة من أجل إصلاح الأزهر، واستكمال الخطوات التى بدأها الشيخ مصطفى المراغي، والكثير من الأراء الإصلاحية في صميم مناقشات دينية حادة، كما كان للرجل أراء مختلفة مع العديد الأمور وبعض الرموز الدينية خاصة الصوفية، تسببت في الكثير من الهجوم عليه.
وبحسب كتاب "الطرق الصوفية في مصر" للدكتور عامرالنجار فإن الشيخ مصطفى عبد الرازق كان أحد الباحثين الذين رأوا في المواليد الأحمدية والصوفية ستارا لنشر العلويين لأفكارهم، واستشهد المؤلف بمقال "عبد الرازق" نشر في "السياسة الأسبوعية" أكد فيها أن المتصوفة أبو الفتح الواسطى كان داعيا خطيرا، استطاع يحشد الأتباع والمريدين ليدعو إلى الطريقة الرفاعية، موضحا أن وفاة الأخير كان فجيعة بالنسبة للشيعة العلويين، والذين دبروا لندب السيد أحمد البدوى، ليتولى الأمرمكانه لما توسموا فيه من براعة واقتدار وخبرة بمداخل الطريق.
ونقل أبو البراء الخطيب في كتابه بـ"حركة الإخوان المسلمين: عرض ونقد"، عن موقع "ملتقى أهل الحديث" قول منسوب للشيخ مصطفى عبد الرازق، قال فيه: "أنه رجع إلى مخطوطة مغربية ينكر صاحبها أن أحمد البدوى كان صوفيا ويثبت أنه كان علويا شيعيا يهدف إلى إرجاع الملك العبيدى الفاطمى الشيعي المغالى، وأن على البدوى والد السيد البدوى، كان أحد العلويين الشيعة الإسماعيلية، وأنه نزح من المغرب إلى مكة، عام 603 هجرية، حيث عقد الشيعة مؤتمرا بحثوا فيه كيف يعملون على إعادة دولتهم العلوية، حيث كانت المغرب وقتها مسرحا للنشاط الشيعي الباطنى".
ويوضح كتاب "قراءة في فكر الشيخ مصطفى عبد الرازق" تأليف محمد عبد الرحيم الزيني، أن الشيخ مصطفى عبد الرازق كان يهاجم حلقات الذكر التي يقيمها رجال الطرق الصوفية، ويستخدمون فيها الدفوف لأنها تدخل في باب البدع وتراقص الرجال فيها، حيث قال: "أعوذ بالله أن تكون من دين الفطرة تلك الهزات المضطربة وذلك الهدير الذى تفيض به الهناجر"، كذلك كان يستنكر حلقات الزار التي تقيمها النساء بدقات وطبول وغناء، إذ أنها تقلق راحة الجيران، وتستند إلى خرافات تسيطر على عقولهن وأهام تمت إلى الواقع بأية صلة.