تعد "كزانتيب" أشهر زوجة فى التاريخ القديم، لقد تزوجت من سقراط، وعاشت معه حتى موته بالسم، وشاء التاريخ أن يضعها فى دائرة (الزوجة النكدية) التي لم تفم زوجها فراحت تقلل من قيمته، ولم ينصفها أحد بأن يلقى الضوء على ظروفها بزواجها من رجل يكبرها في العمر، ولا يهتم بشئون بيته.
يقول أفلاطون، حسبما ينقل الأستاذ سمير عطا الله، فى الشرق الأوسط، إن تلامذة سقراط كانوا يذهبون إليه كل يوم فى سجنه قبل يوم إصدار الحكم "ذلك اليوم ذهبنا مبكرين، دخلنا وإذا زوجته كزانتيب وابنهما الصغير، هناك، كانت تبكى وتردد ذلك النوع من الكلام الذى هو عادة النساء: آه يا سقراط، هذه آخر مرة تتحدث إلى أصدقائك ويتحدثون إليك! وتطلع سقراط إلى كريتو وقال: كريتو، فليُعِدها أحدكم إلى المنزل. وقام بعض رجال كريتو بشدها بعيدًا وهى تنتحب وتدق صدرها".. من هى كزانتيب؟
تزوج سقراط من فتاة جميلة تصغره سنا تدعى "كزانتيب"، كانت من تلاميذه، وقد أحبته وتزوجت منه فى سن الخامسة عشر، وذكرت عدة دراسات وحوارات نقلها تلاميذه عنها منهم أفلاطون بأنها كانت سليطة اللسان تعانده وتجادله كثيرًا أمام الناس وتلاميذه وتلومه على وضعهم المادى السىء، وكان سقراط لا يأبه لتصرفات زوجته وغضبها ويقابلها بالتبسّم والهدوء والبرود التام.
وعندما سُئل عن ردة فعله أجاب بأنه أصبح فيلسوفًا وحكيمًا بفضل مشاكلها ونكدها، فقد كان له منها ثلاثة أبناء تقوم على تربيتهم ورعاية بيتها، ولم تكن تفكر إلا عن عيشها هى وأطفالها، وتجهل القيمة الفكرية والقدرات الأدبية التى يتمتع بها زوجها سقراط.