عمليات حظر الكتب كانت ولاتزال قائمة فى مختلف البلدان حول العالم وتعددت أوجه منع تداول الكتب وفقًا لتوجهات كل بلد سواء كانت تتعارض مع السياسيات الداخلية، أو تمس الدين بشكل غير لائق، أو تمس الأخلاق والعادات والتقاليد، أو تحرض على العنف، وكانت من بين الراويات التى منعت من التداول، رواية "اللون الأرجوانى" من تأليف أليس ووكر التي صدرت عام 1982.
منعت الرواية من التداول فى الولايات المتحدة الأمريكية من قبل المجالس المدرسية، لأنها تتحدث عن حقائق الحياة القاتمة للسيدات السود اللاتى عشن فى أعماق الجنوب الأمريكي في الثلاثينيات، ووصفت الرواية بأنها تشير إلى الاعتداء الجنسى بشكل صريح، بالإضافة إلى أفكار مقلقة حول العلاقات العرقية ، وعلاقة الرجل بالله ، والتاريخ الأفريقي والجنس البشرى."
ومن أجواء الرواية "أرى صوفيا ولا أعرف لماذا لا تزال على قيد الحياة، إنهم يكسرون جمجمتها ويكسرون أضلاعها، إنهم يمزقون أنفها، إنهم يغمونها فى عين الواحدة التي ترى بها ، إنها تضرب من رأسها إلى قدمها."
وعن اختيار عنوان الرواية اللون الأرجواني، تقول ووكر: "الأشياء فى الطبيعة إما صفراء أو بيضاء أو خضراء، اللون الأرجوانى موجود دائماً في مكان ما، وأحياناً يكون متوارياً فى الألوان الأخرى، وعليك مراقبته لتلاحظ وجوده، الشيء ذاته ينطبق على الناس، تعتقد أنهم غير موجودين لكنهم هناك فى الواقع، وتحتاج للقدرة على رؤيته".
يذكر، أن اليس ووكر (من مواليد 9 فبراير 1944) فهى مؤلفة أمريكية، شاعرة، وناشطة. وقد كتبت على حد سواء الخيال والمقالات حول العرق والجنس، في عام 1952، أصيبت عن طريق الخطأ فى العين اليمنى برصاصة من بندقية BBمن جانب واحد من أشقائها، و لأن الأسرة ليست لديها سيارة لم تتمكن أن تأخذ ابنتها إلى المستشفى لتلقي العلاج الفورى في الوقت الذي وصلت إلى الطبيب بعد ذلك بأسبوع، كانت قد أصبحت عمياء بشكل دائم في تلك العين.
وأصبحت أليس بسبب الندبة التي تكونت على عينها تشعر بالخجل المفرط، شعرت بسبب تحديق الناس إليها كأنها شخص منبوذ، و لم تجد العزاء لنفسها إلاّ فى القراءة وكتابة الشعر. وعندما أصبح عمرها 14 عاما، إزالة ذلك الندب، أصبحت في وقت لاحق الطالب المتفوق، وكانت الفتاة الأكثر شعبية، لكنها أدركت أن تلك الصدمة التي أصابتها كان لها بعض القيمة: حيث أن حادثة اصابة عينها أفسحت لها المجال أن تبدأ طريقها الأدبى.