التاريخ الإسلامى حافل بالصراعات الكبرى وبالخروج على الأنظمة وبإشعال الثورات، لكن ليس هناك أغرب من قصة ابن طباطبا الذى هزم والى العباسيين فى الكوفة ثم مات فى اليوم التالى لانتصاره فجأة، وذلك في يوم 17 فبراير من عام 815 ميلادية.
ينتمى ابن طباطبا إلى العلويين وما قام به ضد العباسيين هو جزء من الصراع المستمر بين أبناء العم في التاريخ الإسلامي ويكشف قدرا كبيرا من الخيانات وإراقة الدماء التي كانت تقع طوال الوقت في تلك الفترة من الزمن.
يقول كتاب التاريخ الإسلامى لـ محمود شاكر "وفى الكوفة نقم على المأمون محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب المعروف بابن طباطبا، نقم عليه لسوء تصرفه، ولتملك الفضل بن سهل وأخيه الحسن من دون بنى هاشم، وكان قائد السرى بن منصور والمعروف بابن السرايا. وكان عامل الحسن بن سهل على الكوفة سليمان بن أبى جعفر المنصور، ويقوم مقامه خالد بن محجل الضبى. وقد أخرج ابن طباطبا عامل العباسيين على الكوفة وسيطر على المنطقة.
أرسل الحسن بن سهل زهير بن المسيب فى عشرة آلاف مقاتل فهزموا أمام أبى السرايا الذى استولى على ما كان مع الجيش العباسى من مال وسلاح وعتاد، وفى اليوم التالى مات ابن طباطبا فجأة ويقال إن أبا السرايا قد سمه ليستبد بالأمر.
وأقام أبو السرايا فتى صغيرا مكان ابن طباطبا هو محمد بن محمد بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، وبقى هو يسير الأمور، حتى تفوق عليه العباسيون في معركة أخرى.