رواية "قوس قزح" لـ هربرت ديفيد لورانس، التى صدرت عام 1912 تعد واحدة من الروايات المميزة التى نالت الكثير من الاهتمام والنقد على الرغم من منعها فى فترة ما بتهمة أنها بها إباحية.
وتعد "قوس قزح" من أهم الروايات التى عبرت عن التحولات فى حياة المرأة الإنجليزية، تحديدًا فى أواخر القرن التاسع عشر، ومحاولات المرأة المستمرة فى تحرير نفسها من قيود المجتمع والأسرة.
وتتناول الأحداث حياة أسرة تعيش فى مزرعة فى بريطانيا، وقد رصدت الرواية تاريخ ثلاثة أجيال لهذه الأسرة، وطبيعة الحياة اليومية التى يعيشونها، يرصد حياة الجيل الأول والثانى، وكيف تتشابه كافة التفاصيل الخاصة بحياة كلا الجيلين، حتى أدق التفاصيل التى تمر بالجيلين من مشاعر وعلاقات، والزواج وحتى تربية الأطفال، وتقسيم العمل فى المنزل، كذلك الصراع بين الرجال والنساء حول السلطة والرأى، وحتى ما يتعلق بالرغبات والشهوات والجنس.
يبدأ لورانس فى وصف حياة الجيل الثالث ويبدأ فى رصد التغيرات الكبيرة، التغيرات على مستوى الفكر وطريقة الحياة، وكيف أن الفتاة التى ولدت من الجيل الثالث كبرت ونضجت وتحولت إلى سيدة تعى احتياجاتها ورغباتها وحتى متطلبات جسدها، ماذا تريد فى الحياة وكيف تغيرت طموحاتها من المنزل والأطفال إلى العمل والكفاح، كيف حاولت أن تكون قوية وتشارك فى عالم العمل أو عالم الرجال كما كانوا يطلقون عليه؟
تبدأ الرواية ترصد المغامرات الكثيرة والفاشلة التى تخوضها البطلة، وذلك لأن الرجل غالبًا لا يريد من المرأة إلا أن تخضع له وهى لا تريد ذلك، لذا لا يتمكن الرجل أبدًا من أن يرى رغباتها، فهو لا يرى إلا رغباته ولا يسعى إلا تحقيق رغباته هو، وبالتالى كان يسعى للزواج منها لتحقيق ذلك.
أما هى فكانت متمردة، تمردت على العائلة والمجتمع، ورفضت أن تتحول إلى نسخة مكررة من النساء فى المجتمع، وبالتالى اعترضت على القيم التى يمتثل لها المجتمع والتى اعتبرتها قيم تجارية فقط، وليست قيم جمالية.
وديفيد هربرت لورانس، أو "هـ. د. لورانس" كاتب إنجليزى، ولد فى 11 من شهر سبتمبر 1885م، وتوفى حين كان فى الرابعة والأربعين من عمره بسبب مرض السل، ويعتبر من أهم الأدباء فى العالم، وكان له الكثير من المؤلفات الأدبية فى عدة أشكال بين الرواية الطويلة والقصة القصيرة والمسرحية والشعر.