عقد الشاعر الكبير حبيب الصايغ مؤتمرًا صحفيًّا صباح اليوم السبت 23 أبريل، فى المسرح الوطنى فى أبو ظبى، حضره مندوبون عن الصحف المحلية والعربية، وذلك لإيضاح الملابسات الخاصة بموضوع تقديم الدكتور زياد أبو لبن استقالته من رئاسة رابطة الكتاب الأردنيين وعضوية هيئتها الإدارية، اعتراضًا على "تصريحات وتصرفات بعض زملائه فى الهيئة الإدارية واللجان"، ومنها التدوينات غير المسؤولة التى يكتبها وليد حسنى زهرة، المسؤول عن الحريات فى الرابطة، على حسابه الشخصى فى موقعى فيس بوك وتويتر، مهاجمًا الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب كمؤسسة ثقافية، وبعض رموزها من الشخصيات الأدبية والثقافية، وآخرهم نائب الأمين العام ورئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس، مستخدمًا ألفاظًا وعبارات نابية لا تصلح للسجال بين المثقفين، على خلفية توقيف الصحفى الأردنى تيسير النجار فى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح الصايغ، أن الموضوع مبنى على الملابسات الخاصة بتوقيف الأردنى تيسير النجار، قائلا: إنها تمت لأسباب أمنية لا علاقة لها بحرية الرأى والكتابة،وهى منظورة الآن أمام قضاء الإمارات الذى نحترمه، مؤكداً، فى الوقت نفسه، على أن أمن أوطاننا خط أحمر وفوق كل اعتبار، وبالتالى فالاتحاد العام ليس طرفًا فى الموضوع.
وأكد الأمين العام للاتحاد العام على دعم الاتحاد لموقف الدكتور زياد أبو لبن رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، الذى انحاز إلى مبدأ الارتقاء بلغة الحوار بين المثقفين العرب، والنهى عن سب الناس دون ذنب، وأكد أنه على المثقفين العرب إعلاء شأن الأمن القومى لأوطانهم فى اللحظة الحرجة التى يمر الوطن العربى كله.
وبيَّن حبيب الصايغ أن هناك فارقًا كبيرًا بين حرية الرأى التى لا ندخر جهدًا لتأكيدها والدفاع عنها، وبين التخوين والإهانات التى لا تترك مجالاً للتفاهم بالمنطق وتبادل الآراء، وهو ما يفعله وليد حسنى طوال الوقت، الأمر الذى استدعى إصدار بيان لشرح موقف الاتحاد.
وجاء نص بيان الأمانة العامة:
يتابع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الأخبار المنشورة فى الصفحات الإخبارية المتخصصة، ومواقع التواصل الاجتماعي، والخطاب الذى أرسله الدكتور زياد أبو لبن، رئيس رابطة الكتاب الأردنيين للأمانة العامة، بشأن تقديمه استقالته من رئاسة الرابطة وعضوية هيئتها الإدارية، اعتراضًا على "تصريحات وتصرفات بعض زملائه فى الهيئة الإدارية واللجان".
ومن موقع اعتزازنا الأكيد والعميق برابطة الكتاب الأردنيين ودورها البارز والأصيل والتاريخى فى دفع العمل الثقافى العربى المشترك وتأكيده والالتزام به، وتقديرنا الكبير للمثقفين والأدباء والكتاب الأردنيين الذين أسهموا فى صناعة المشهدين الثقافى والأدبى فى الوطن العربى.. وحيث إن الاتحاد العام طرفٌ فى تلك الواقعة، لأن الموقف الشريف الذى اتخذه د.زياد أبو لبن كان أحد أسبابه التهجم المنتظم والمتوالى على الاتحاد العام من الأستاذ وليد حسنى زهرة المسئول عن الحريات فى رابطة الأردن، والذى طال الاتحاد العام ككيان يجمع كل الأدباء والكتاب فى الوطن العربي، وعلى بعض رموزه، وآخرهم نائب الأمين العام ورئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس، القامة الفكرية والإبداعية الكبيرة، والذى عمل ومازال يعمل من أجل نهضة الاتحاد العام منذ نحو أربعة عقود، حيث سبه المدعو بأحط الألفاظ من دون ذنب اقترفه، ومن دون مراعاة لمكانته العلمية والأدبية، ومن دون- حتى- سبب ظاهر أو باطن، مما يشى أن الشتم إنما لمجرد الشتم، وأن هناك- مع الأسف- فئة محسوبة على الكتاب والصحفيين فى وطننا العربى تخلط بين حرية الرأى وسوء استخدام تلك الحرية بالاعتداء على حرية الآخرين.
إن التدوينات المسيئة التى يكتبها وليد حسني- وغيره- لا تهدف إلا إلى الإساءة، فالذين يكتبونها لا يكلفون أنفسهم عناء تحرى الدقة أو الحصول على المعلومات من مصادرها، ويخلطون بين ما لا يختلط، مما يشير إلى أنهم يستمتعون بتوزيع الاتهامات جزافًا، وبتلطيخ سمعة الناس دون ذنب اقترفوه، علاوة على أنهم لا يرتدعون عن الخوض فى خصوصيات الناس، واستخدام ألفاظ قبيحة لا تليق بالثقافة ولا المثقفين الذين همهم الأول الحفاظ على مستوى راقٍ من التعبير.
ومن المؤكد أن سب الناس وشتمهم، والإساءة إلى المؤسسات، لا يندرج على الإطلاق تحت شعار حرية الرأى التى يدافع عنها الاتحاد العام- والاتحادات القطرية المنضوية تحت لوائه- بشتى السبل، بل التشهير والسب والقذف المجرم قانونًا، واستخدام سلاح الكلمة وانتشارها، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعى بشكل سيئ يعاقب عليه القانون. وهو ما يدعونا إلى مناشدة الشرفاء من المثقفين والأدباء والكتاب العرب للإسهام الإيجابى فى وسائل التواصل الاجتماعي، للارتقاء بالمحتوى، وتقديم مثال حى لرقى التفكير والتناول وجمال الأسلوب، وتطويق ظاهرة الثرثرة التى يسهم فى إثرائها، للأسف، بعض المحسوبين على الثقافة والأدب والفكر.
وفى هذا الصدد نؤكد على أن النظام الأساس للاتحاد العام، الذى شاركنا جميعًا فى صياغته ككيان ثقافى متلاحم ومتعاضد يستهدف خير أمته العربية، يضع ضمن أهدافه حماية حرّيّة التعبير (فى نطاق الأهداف القوميّة العربيّة والإنسانيّة)، لا حرية التهجم على الشرفاء وتجريحهم، وأشباه تلك الممارسات التى يلجأ إليها من لا منطق ولا حجة لديهم، ويحسبون أنهم بإساءاتهم إنما يحسنون صنعًا.
والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إذ يأسف لتلك التصرفات الصغيرة والممارسات الغير مسؤولة، التى تستخدم الكلمة سلاحًا للتشهير والتطاول، وإذ يتمسك بحقه القانونى فى مقاضاة كل الذين يسيئون بالقول والفعل حفاظًا على مكانة الاتحاد العام ومكانة رموزه، فإنه يستخف بكل المحاولات التى تبذل الآن لفصل استقالة رئيس رابطة الكتاب الأردنيين عن تلك التدوينات المسيئة التى يقوم بها أشخاص غير مسؤولين، كما يؤكد تضامنه الكامل مع الأستاذ الدكتور زياد أبو لبن رئيس رابطة الكتاب الأردنيين ضد الهجمة التى تستهدفه شخصيًّا، قبل وبعد استقالته، ويناشده الرجوع عن هذه الاستقالة والعودة إلى ممارسة دوره الوطني، حيث استطاع أن يجمع فى شخصه بين المثقف المبدئى والإنسان المسؤول، وننتظر من رابطة الكتاب الأردنيين العريقة اتخاذ إجراء مناسب يضمن عدم تكرار التطاول على الناس مرة أخرى.
كما تؤكد الأمانة العامة للاتحاد العام أن الأمين العام اتصل هاتفيًّا بالدكتور زياد أبو لبن، وأبلغه موقف الأمانة العامة المساند له، كونه يمثل الحق والعدل، وأن العمل الثقافى العربى العام إنما يهدف إلى تمتين العلاقات الثقافية بين البلدان العربية والمثقفين العرب، لا بذر بذور الصراع والفرقة والتشويه والتشويش، وهو واجب كل وطنى حر مسؤول، وأضاف الصايغ: نعمل معاً ونحاول تحقيق الاتقان لكن عملنا لن ينجح من دون محبة. المحبة شرط أول وأخير.