صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب "شدو الألحان"، للدكتورة ياسمين فراج أستاذ النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون.
وفى مقدمة الكتاب تقول المؤلفة: "نستمع إلى الأغنيات فنجد أنفسنا نتراقص مع نغمات ونبكي مع أخرى، ننجذب إلى أغنيات ونبتعد عن أخرى، ولا يعرف كثيرون لماذا نستملح أغنية ولا يستهوينا أخرى!، وغالبًا ما يرجع ذلك إلى درجة التذوق الموسيقى عند الفرد، التي تختلف في تلقّيها من شخص لآخر، بما يتفق مع نشأة كل فرد وثقافته".
ويتكون الكتاب من 4 فصول: خصصت المؤلفة الفصل الأول لتحليل مجموعة من الأغنية العاطفية وتضمن عشر أغنيات "رق الحبيب، الربيع، يا رايحين الغورية، مضناك جفاه، أمانة عليك يا ليل طول، صافيني مرة، غريب الدار، يا ريم وادي ثقيف، ليه خلتني أحبك، ساكن في حي السيدة، لعبة الأيام"، بينما خصص الفصل الثانى للأغنيات الوطنية، وتضمن ثلاثة عشرة أغنية، ويتناول أغنيات "يا شباب النيل، الكرنك، وفي الأرض شر مقاديره، أخي جاوز الظالمون المدى، مصر تتحدث عن نفسها، نشيد البعث الجديد، النهر الخالد، أغنيات حول قناة السويس، باسم مين، يا حبيبتي يا مصر، أقوي م الزمان، أحبها"،
أما الفصل الثالث بعنوان "أغنيات المناسبات" فخصصته الدكتورة ياسمين فراج لأغنيات المناسبات التي نسمعها في المناسبات السنوية أو المرتبطة بأحداث تاريخية محددة، وتناول أغنيات "رمضان جانا، مرحب شهر الصوم، يا ليلة العيد آنستينا، عندي خطاب عاجل إليك"، والفصل الرابع والأخير جاء بعنوان "أغنيات ذات طابع خاص"، وتناول أغان ذات جانب فلسفى مثل رباعيات الخيام، أو أخرى تتغنى للطبيعة، مثل أغنية "يا بدع الورد".
واستخدمت الدكتورة ياسمين فراج في كتابها عددا من النظريات النقدية مثل: "النقد التفسيرى والتقديرى، فأحدهما يفسر العمل، والآخر يحكم، فلا يمكن الوصول لحكم تقديرى للعمل دون الخوض في العملية التفسيرية، وحاولت المؤلفة جاهدة جمع نوات الأعمال الغنائية التي تضمنتها فصول الكتاب، لكن تعثر عليها الوصول لعدد منها، واكتفت بالتحليل السردى لعناصر الأغنية وعلاقة أجزائها ببعضها.
وقالت الدكتورة ياسمين فراج في مقدمة كتابها: إن "الجمهور المستهدف لهذا الكتاب هو محبو ومتذوقو الموسيقى العربية في مصر وأية دولة أخرى، فما يهمني هو اصطحاب هذه الفئة من جمهور الموسيقى العربية في رحلة للتعرف على كيفية بناء وصناعة الأغنية العربية لإشاعة الثقافة الموسيقية بين سكان القطر المصري والوطن العربي، ولذلك لم يكن اختياري للهيئة العامة لقصور الثقافة لتكون الناشر لهذا الكتاب عبثًا، ذلك لأنها هي الجهة الوحيدة في وزارة الثقافة المصرية التي لها منافذ ثقافية في أغلب محافظات مصر وقراها، ويمكنها نشر الثقافة الموسيقية من خلال ما تقدمه من مطبوعات وفنون".
وياسمين فراج، أستاذ النقد الفنى بأكاديمية الفنون، تخرجت في كلية التربية الموسيقية في نهاية التسعينات بتقدير جيد جدا، دخلت مجال النقد الفني في الصحافة من خلال جريدة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة المصرية وتميزت من مجال النقد الموسيقى والمسرحي ومن أشهر أبوابها التي نالت شهرة واسعة في الوطن العربي باب نغم في حياتنا التي كانت تقدم من خلاله شرح شيق وممتع بلغة بسيطة وعلمية متمكنة في نفس الوقت لأشهر أغنيات التراث المصري والعربي من خلال مجلة الهلال الثقافية.