تعد رواية سلطانة للكاتب الأردنى غالب هلسا، أحد الروايات التى قامت بتسليط الضوء على طبيعة الحياة الاجتماعية أواسط القرن العشرين فى عمان كما يتناول سيرة حياة غالب هلسا الذى عاش أغلب حياته مبعداً عن وطنه.
ونشرت الرواية لأول مرة عام 1987، وجاءت فى المرتبة الأربعين ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، ونشرت القائمة فى العدد 426 من جريدة أخبار الأدب الصادر بيوم الأحد الموافق 9 سبتمبر 2001.
ويرى البعض أن الرواية تعد تأريخ لنشأة الأردن كـ"كيان"، وتاريخ ونشأة الحركة الشيوعية الأردنية، ونشأة عمان ومثقفيها وسياسييها، حيث يتنقل الروائى من خلال سردياته عبر الزمان ليلملم مقتطفات من العادات والتقاليد والأحداث التاريخية الهامة التى مرت بها الأردن فى فترة حكم الشريف عبد الله، وتحمل الرواية عدة معانى شتى، منها ما هى إنسانية ووطنية، وأيضاً فلسفية.
سلطانة هى رواية تتقاطع شخوصها فى أماكن وأزمنة مختلفة، بين حياة القرية البسيطة المركبة فى آن معا والتى تحمل براءة وخبثا ساذجا لا يرقى إلى ذلك الذى تمارسه المدينة فى وقاحة على قاطنيها.
ويرى النقاد أن الكاتب رمز إلى نفسه فى الرواية من خلال شخصية جريس التى تفتتح بها الرواية، فيما يشبه سردًا للسيرة الذاتية، تتنازعها أهواء ورغبات وطهرانية تجاه المرأة وأخرى جسدية وحسية، فالمرأة تظهر كام وحبيبة وراعية ومومسا فى جميع خطوط الرواية مما يحيلنا إلى سؤال بخصوص هوس الراوى بالمرأة.
والروائى والقاص الراحل غالب هلسا الذى عاش سنينه السبع والخمسين متنقلا من العواصم العربية التى كانت تحنو عليه حينا وتقسو عليه بالسجن أو الإبعاد أحيانا دون أن يكون له الخيار بالعودة إلى وطنه الذى سجنه وأبعده، عاش في القاهرة عرف غالب أطول فترة استقرار في مكان واحد لمدة تزيد عن عشرين عاما مما انعكس على نشاطه المهنى فى عمله فى وكالة أنباء الصين الجديدة ثم فى وكالة ألمانيا الديمقراطية لمدة 16 عاما إضافة إلى اسهامه فى الحياة السياسية والثقافية المصرية فشارك فى تأسيس مجلة (جاليرى 68) وهو النشاط الذى انعكس جليا على إبداعه الذى كتب بواكيره المهمة فى القاهرة وفى أجوائها التى صبغت معظم أعماله بلهجتها الدارجة حتى بات معروفا أحيانا بوصفه اديبا مصريا.