تعد مجلة الرسالة واحدة من أشهر المجلات الثقافية في تاريخ مصر رأس تحريرها الأديب المصرى أحمد حسن الزيات (1885-1968) وانطلقت فى عام 1933م، وكتب رموز الأدب والفكر العربى آنذاك مثل (زكى نجيب محمود العقاد، أحمد أمين، على الطنطاوي، محمد فريد أبو حديد، أحمد زكى باشا، مصطفى عبد الرازق، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين، محمود محمد شاكر والشابى).
كان حلم الأدباء حديثي العهد حينها أن تنشر إحدى مقالاتهم أو أشعارهم على صفحات المجلة، التي حلقت إلى آفاق بعيدة من الأدب والفن، فنشرت القصص الأدبية وشعر وكافة ألوان الأدب، وتفنن الزيات في جمع أكبر قدر من الأدباء لتتميز المجلة بالتنوع في محتواها لتناسب الأذواق كافة.
لكن في عام 1953 احتجبت الرسالة وأحدث اختفاؤها فراغا كبيرا حتى أن الدكتورة نعمات أحمد فؤاد ذكرت في كتابها (قمم أدبية): أن على أمين سافر إلى الشرق بعد احتجاب الرسالة وعاد يقول: لو أن الحكومة أغلقت سفارتها فى الشرق وأبقت على الرسالة لكان خيرًا لها وأجدى عليه".
وعندما توقفت الرسالة عن الصدور كتب العقاد يقول "لم يكن يدور بخلدى حين كتبتُ هذا أن مجلتين فى طليعة مجلاتنا الأدبية تضطران للاحتجاب عن قُرائهما قبل انقضاء شهرين، فبدأت السنة الحاضرة باحتجاب (الثقافة)، وقد مضى على ظهورها (ست عشرة سنة)، ولم ينقضِ الشهر الثانى من السنة حتى أعلنت زميلتها (الرسالة) أنها تختم أعدادها، وتودع قُراءها، وقد مضى على ظهورها أكثر من عشرين سنة، ولا شك أنهما حادثان سيُذكران من حوادث هذه السنة عند الكتابة عن تاريخ الأدب العربى الحديث".
وعادت الرسالة للظهور عام1963 م، باسم (الرسالة الجديدة)، ويُسند تحريرها إلى الزيات، ولكنه حاول جاهدًا أن يوقفها فى وجه الآلام والأماني، ولكنه لم يستطع أن يشحذ همتها وسط عوامل التجديد والسرعة، وعوامل الثقافة المذبذبة.