خرجت أوروبا من كبوتها الحضارية غاضبة بشدة وحمّلت الدين الذى استغلته الكنيسة والملوك كل ما أصابها من انحدار ثقافى ومجتمعى فى تلك الفترة التى استمرت قرونا طويلة أطلق عليها عصور الظلام، ومع الوقت ظهرت دعوات تطالب بالتخلص من سلطة الدين قبل أن تتسع الدائرة لتشمل التخلص من الدين نفسه الدين نفسه وصارت هناك مذاهب فلسفية وسياسية تقوم على تبنى هذه الأفكار.
وفى مجتمعنا العربى نخلط كل ما يحدث تحت مسمى الإلحاد متجاهلين أن الأمر أكثر تشعبا من ذلك وأن هناك (ملحد، ولادينى، ولا أدرى) ونعتمد فى تقديم المعلومات على كتب (مقدمات فى أصول فلسفة الدين، وثقافة اللادينية، وأسئلة عن المعتقدات الخاطئة).
الملحد
يعنى مصطلح الإلحاد غياب الاعتقاد بأن أى الآلهة موجودة ويتناقض هذا الفكر مع فكرة الإيمان بالله أو ألوهية، إذ أن مصطلح ألوهية يعنى الاعتقاد بأنه يوجد على الأقل إله واحد وتمت بلورة مصطلح إلحاد عقب انتشار الفكر الحر والشكوكية العلمية، وازدياد التيارات فى نقد الدين، حيث مال الملحدون الأوائل إلى تعريف أنفسهم باستخدام كلمة "ملحد" فى القرن الثامن عشر خلال عصر التنوير، حيث شهدت الثورة الفرنسية أول حركة سياسية كبرى فى التاريخ للدفاع علن سيادة العقل البشرى.
ويؤكد البعض قدم المفهوم ففى مزمور 14:1 الذى كتبه داود حوالى سنة 1000 قبل الميلاد يذكر الإلحاد "قال الجاهل فى قلبه ليس إله".
اللادينى
يقول كتاب ثقافة اللادينية للمؤلفين كابورالى وجروميلى الذى صدر فى عام 1971 فإن اللادينى هو شخص لا يملك إيمانا بوجود الخالق الأعظم وفى نفس الوقت لا يملك قناعة بعدم وجود الخالق الأعظم بمعنى آخر إنها مرحلة وسطية بين الإيمان والإلحاد وهناك البعض ممن يعرف اللا دينية كإلحاد ضعيف.
اللاأدرى
مذهب اللاأدرية هو الاعتقاد بأن وجود الله وأصل الكون أمور لا سبيل إلى معرفتها، وكلمة "اللا أدرى" تعنى "بلا دراية أو علم".
واللاأدرية هو عدم اختيار قرار مع أو ضد وجود الله. وبينما يؤمن أتباع مذب التوحيد المنفتح بـأن الله موجود، ويؤمن الملحدون بعدم وجود الله، فاللاأدريون يعتقدون أننا لا يجب أن نؤمن أولا نؤمن بوجود الله أو عدمه.