من داخل دار المحفوظات فى بريطانيا، يوجد الكثير من البرقيات والخطابات والرسائل الهامة، التى لاتزال تحتفظ بها الدار، ومن بين تلك الرسالة توضح العداء الطبقى، عندما غرقت سفينة تايتانيك فى الساعات الأولى، يوم الاثنين 15 أبريل 1912، أثيرت العديد من الأسئلة، حيث كانت وأحدة من أكبر وأفخم السفن فى العالم، ومع ذلك غرقت فى رحلتها الأولى عندما اصطدمت بجبل جليدى، وأثير غرق السفينة الكثير من الأسئلة والتى منها كيف حدث هذا؟ لمإذا حصل هذا؟ لمإذا تم إنقإذ عدد قليل جدا من الركاب؟ ولمإذا كان لدى الركاب من الدرجة الأولى فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة من المسافرين أكثر من الدرجة الثانية والثالثة؟ مات أكثر من 1500 مسافر وطاقم فى المحيط المتجمد، وكان الأقارب والأصدقاء والمتفرجون على حد سواء يبحثون عن إجابات فى أعقاب المأساة.
من بين المعنيين بهذه الكارثة، "بن تيليت" قائد نقابى مشهور كتب رسالة عام 1912، ينتقد بشدة "العداء الطبقى الشرير" الذى أدى إلى خسارة غير متناسبة فى الأرواح بين ركاب الدرجة الثالثة، وهذا ما يدفع بسؤال هل كان الضباط يقومون بتحميل طوافات النجاة التى اعتبرت أن الركاب الأكثر ثراءً أهم من ألفقراء؟ اعتقد "بن تيليت" بوضوح أن هذا هو الحال.
وتظهر أرقام البقاء على قيد الحياة أنه كلما دفع الراكب أكثر مقابل تذكرته زادت فرصته فى البقاء، فى الواقع نجا أقل من 25% من جميع ركاب الدرجة الثالثة.
وجاء نص رسالة تيليت، أن انقإذ أقل 25% من الركاب الدرجة الثالثة تجاهل قاسى للحياة البشرية، وعندما تصميم السفينة كلف المهندسون المعمارين عدم اختلاط ركاب ألفئة المختلفة وتحقيقا لهذه الغاية تم حظر سلالم معينة ببوابات معدنية، ويمكن فتح هذه البوابات من قبل أحد أفراد طاقم القيادة، وأثناء حدوث الكارثة الليلة التى وقعت لم يكن هناك موظفين متاحين لفتح البوابات ونتيجة لذلك حوصر المئات من الركاب تحت سطح سفينة وغرقوا مع تدفق المياه فيها، وكانت هذه المجموعة لديها فرصة أقل للبقاء حتى قبل النظر فى الاختلافات الطبقية.
وتوضح رسالة تيليت بعض الأسباب الرئيسية وراء عدم إنقإذ المزيد من الأرواح ، وتدعو وزارة البحرية إلى تطبيق أنظمة أكثر صرامة للسلامة فى المستقبل، واشتكى من إعطاء الركاب من الدرجة الأولى الأولوية فى قوارب النجاة.
ويشير تيليت، إلى أن ببساطة عدم وجود قوارب إنقإذ كافية، على الرغم من أنه قد أوصى المصممين أن تيتانيك ينبغى أن يكون لديها 64 سفينة من هذا القبيل وتم تخفيض العدد إلى 20 فقط من أجل الحفاظ على الطوابق واضحة وإعطاء السفينة مظهر أكثر بساطة، نتيجة لذلك انتهى الأمر بمركب "تيتانيك" بقوارب نجاة لا يمكن أن تستغرق سوى ثلث سعة السفينة.
ويتابع تيليت، أن هذا ليس فقط ، لكن السفن التى تمر عبر المياه الجليدية المليئة بالثلج عادة ما تكون بطيئة أو متوقفة تمامًا عند السفر ليلا، وتلقى طاقم السفينة تايتانيك تحذيرات حول الجبال الجليدية من سفن مجأورة أخرى، لكن على الرغم من ذلك فقد تم تنفيذها فى أقصى إمكاناتها- جزئيًا لإظهار ماهية السفينة السريعة الرائعة التى كانت عليها، وبالتإلى كان التأثير على الاصطدام مع جبل الجليد أشد بكثير مما كان يمكن أن يكون.
وبعد أسابيع فقط من إطلاق "تايتانيك" المفترض أنه "غير قابل للغرق" ، أكد أشخاص مثل "تيليت" بشكل مفهوم الحاجة إلى السلامة على السرعة وأهمية قوارب النجاة الكافية على الاعتبارات الجمالية، وبحلول نهاية شهر أبريل عام 1912 ، بدا السحب من كونا أول سفينة تحتوى على حمام سباحة مدفأ وترف عشاء من 11 دورة فى الدرجة الأولى يبدو أقل جاذبية إلى حد ما إذا لم يتمكن طاقم السفينة من حماية حياة ركابها.